ولا يخلو أحدها عن حكم البواقي ، مع أنّ الغلبة في كلّ مرتبة وكلّ شأن كلّ آن بالنسبة إلى ما هو مظهرها (١) لا تكون إلّا لواحد منها ، وتكون أحكام البواقي مقهورة تحت حكم ذلك الواحد ، وتابعة له ، ومن جهته يصل الأمر الذاتي الإلهي إلى ذلك المظهر المستند إلى الحقّ من حيث ذلك الاسم وتلك المرتبة من حيث وجوده ومن حيث عبوديّته ، فيقال (٢) له ـ مثلا ـ «عبد القادر» و «عبد الجواد» إلى غير ذلك من الأسماء.
ومن لم يكن نسبته إلى أحد الأسماء أقوى من غيرها ولم ينجذب من الوسط إلى إحدى المراتب لمزيد مناسبة أو حكم أو تعشّق مع قبوله آثار جميعها والظهور بجميع أحكامها دون تخصيص غير ما يخصّصه الحقّ من حيث الوقت والحال والموطن ، مع عدم استمرار حكم ذلك التخصيص والتقيّد به فهو عبد الجامع.
والمستوعب لما ذكرنا بالفعل دون تقيّده بالجمع ، والظهور ، والإظهار والتعرّي عنه ، وغير ذلك مع التمكّن ممّا شاء متى شاء ، مع كونه مظهرا للمرتبة والصورة بحقيقة العبوديّة ، والسيادة اللتين هما نسبتا مرتبتي الحقّ والخلق (٣) ـ هو الإنسان الكامل ومن الأسماء (٤) القريبة النسبة إلى مرتبته «عبد (٥) الله». وكمال الجلاء هو كمال ظهور الحقّ بهذا العبد الذي هو الإنسان المذكور. وكمال الاستجلاء هو عبارة عن جمع الحقّ بين شهوده نفسه بنفسه في نفسه وحضرة وحدانيّة ، وبين شهوده نفسه فيما امتاز عنه ، فيسمّى (٦) بسبب الامتياز غيرا ولم يكن قبل الامتياز كذلك ، وعبارة عن مشاهدة ذلك الغير أيضا نفسه بنفسه من كونه غيرا ممتازا ، ومشاهدته من امتاز عنه أيضا بعينه وعين من امتاز عنه أيضا ، فتميّز الواحد عمّن ثناه بالفرقان البيني (٧) ـ الذي حصل بينهما وظهر بينهما (٨) منهما ـ وانفرد كلّ بأحديّته وجمعيّته.
ولمّا كانت أعيان الموجودات ـ التي هي نسب العلم ومظاهر (٩) أحكام الكثرة وأحديّتها ـ
__________________
(١) ق : مظهر لها.
(٢) ق : فقال.
(٣) في بعض النسخ : الحقّ هو.
(٤) ه : أسماء.
(٥) ق : عند.
(٦) ق : فسمّي.
(٧) ق : النسبي ، ه : النبي.
(٨) ب : بنيتهما.
(٩) ق : مظاهره.