الاسم «الله» بحسب الاسم «الربّ» ، وبأوسع أفلاك الاسم «الربّ» المحيط بالعالمين والدائر (١) عليهم بسرّ التربية ، والسيادة ، والملك ، والثبات ، والإصلاح ، وبإظهار سرّ ارتباط العالم بالربّ من كونه عالما.
وأمّا سرّ الحمد فمن أغرب أحكامه التي لم يتقدّم ذكرها هو حمد الحقّ الحمد والموجودات أيضا بنفس شهادته سبحانه للثناء ؛ فإنّ علم الحقّ بأنّ الثناء ثناء هو المقتضي للشهادة ؛ إذ لا شهادة في الحقيقة إلّا بعد العلم ، ولا : أمر يثبت ، ولا حكم ينفذ لغير الحقّ إلّا بعد شهادة الحقّ بأنّه مستحقّ لما شهد له به وأضيف إليه ، ولمّا أضاف الحقّ الحمد لنفسه بحكم كمالي ، ثبت له ذلك (٢) وتعيّنت مكانته.
وأمّا حمد الحقّ الكائنات فهو بذواتها ـ أي بما يقتضيه كلّ شيء لذاته من الأمور المحمودة (٣) ـ فيظهر أعيانها ويعرّف البعض للبعض ، حتى يعمّ التعريف والإشهاد ، فيشمل الحمد ـ الذي هو الثناء ـ كلّ شيء من الحقّ بكلّ شيء ، فمجموع العالم محمود بجملة ما يشتمل عليه من الصفات والأحوال المرضيّة بألسن شتّى وغير المرضيّة بلسان الإرادة والجمال المطلق والتوحيد الفعلي والذاتي والحكمة الباطنة ، من حيث إنّه ما من شيء إلّا وهو شرط في ظهور كمال القدرة وغيرها من الصفات ، وإنّ كمال مرتبة العلم والوجود المتوقّفين على ظهور التفصيل الكوني متوقّف على كلّ فرد فرد من أفراد الموجودات ، فكلّ ما توقّف عليه حصول المقصود ، فهو مطلوب ومشكور من حيث إنّه به ظهر ما أريد ظهوره ، فافهم واقنع ؛ فهذا اللسان لا يحتمل الإطناب.
ويحمد الحقّ الخلق بالحمد أيضا ، وذلك بإظهاره عين الحمد حيث شاء من العوالم ، وجعله صفة من أراد من أهل ذلك العالم ، (٤) فيظهر حكم الحمد بالحقّ فيمن قام به وصار صفة له ، فإنّ المعاني توجب أحكامها لمن قامت به.
وأمّا حمد الحمد الحقّ أو نفسه أو الكون فهو بظهور حكمه وقيامه بالمحمود أو فيه وقد مرّ حديثه من قبل.
__________________
(١) ق : الدابر.
(٢) ق : لم يرد.
(٣) ه : إلى المحمودة.
(٤) ق : العلم.