والتعلّقات وغير (١) ذلك ممّا سبق التنبيه عليه.
وهكذا أكابر الأولياء ـ رضي الله عنهم ـ لا يتصوّر بينهم خلاف في أصل إلهي أصلا ، وإنّما يقع ذلك ـ كما قلنا (٢) ـ في أمور جزئيّة ، أو بين المتوسّطين وأهل البداية من أهل الأحوال وأصحاب المكاشفات الظاهرة ، الذين يبرز لهم الحقائق والحضرات وغيرهما ممّا لا يدرك إلّا كشفا في ملابس مثاليّة.
فإنّ هذا النوع من الكشف لا يتحقّق بمعرفته ومعرفة مراد الحقّ منه إلّا بعلم حاصل من الكشف المعنوي الغيبي المعتلي عن مراتب المثل والموادّ ، وإخبار (٣) إلهي برفع الوسائط ، معتل (٤) عن (٥) الحضرات القيديّة (٦) والأحكام الكونيّة.
ومن هذا الذوق يعلم أيضا سرّ الكلام والكتابة (٧) الإلهيّين ، وحكمهما في القلوب بصفة العلم والإيمان ، وحقيقة قرب الفرائض والنوافل وثمراتهما ، وسرّ خروج العبد من حكم القيود الكونيّة والتقيّدات الأسمائيّة والصفاتيّة إلى فسيح حضرات (٨) القدس ، وتحقّقه بمعرفة الأشياء كما سبقت الإشارة إليه.
ولهذا الذوق والمقام المثمر له ، فوائد عزيزة وثمرات جليلة ، ولا نحتاج (٩) في هذا الموضع إلى التنبيه على غير ما أشرنا إليه ، ممّا استدعاه السرّ العلمي الذي جاء هذا الكلام شارحا بعض أحكامه في بعض مراتبه ، وأذكر (١٠) من نفائس أسرار هذا المقام وتتمّاته عند الكلام على قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (١١) ما تستدعيه الآية ، وحسب ما يقدّر الحقّ ذكره إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) ق : نحو.
(٢) ق : قلت.
(٣) ق : أو الأخبار.
(٤) ه : معتلى.
(٥) ق : على.
(٦) ق : التقيدية.
(٧) ق : حضرة.
(٨) ق : حضرة.
(٩) لا يحتاج ، ه : لا نحتاج.
(١٠) ق : سأذكر ، ه : ذكر.
(١١). الفاتحة (١) الآية ٦.