عشرون ألف طائي : انّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف.
إنّه قد كان بين الحسين (ع) وبين أهل العراق عهد أن يذهب إليهم ولا يقدر أن ينصرف عنهم حتّى يتمّ الحجّة عليهم.
* * *
أتمّ الإمام الحسين (ع) الحجّة على المسلمين في بلادهم وحواضرهم وعواصمهم مدّة خمسة أشهر ، سواء من كان منهم في الحرمين أو العراقين ـ البصرة والكوفة ـ وكذلك من كان في الشام حين أسمعهم حججه في خطبه وكتبه وعلى لسان رسله وأبلغهم نبأه.
وباشر القيام المسلّح بأخذه البيعة ممن بايعه على ذلك ، ثمّ في قتال سفيره مسلم ثمّ في توجّهه إلى العراق متريثا ، وكان بامكان جماهير الحجيج أن يلتحقوا بعد الحجّ بركبه المتمهّل في السير ، وكان بامكان أهل الحرمين والعراقين وسائر البلاد الإسلاميّة أن يلبّوا دعوته حين استنصرهم ، فانّه لم يؤخذ على حين غرّة ليكونوا معذورين لانه لم تؤاتهم الفرصة لنصرته ، بل انه تنقّل من بلد إلى بلد يداور عصبة الخلافة ويحاور بمنظر من المسلمين ومخبر ، اذن فقد اشترك الجميع في تخذيله ، وان تفرّد أهل الكوفة بحمل العار في دعوته ، وتلبية دعوته ثمّ قتالهم ايّاه!.
* * *
أتمّ الإمام الحسين (ع) الحجّة على المسلمين عامّة بما قال وفعل من قبل أن يصل إلى عرصات كربلاء ، ولمّا انتهى إليها وقلب له أهل العراق ظهر المجنّ ، وازدلف إليه هناك عشرات الالوف منهم ، يتقرّبون إلى عصبة الخلافة بدمه ، عند ذاك أتمّ عليهم ـ وعلى عصبة الخلافة خاصّة ـ الحجّة بما قال وفعل :
فقد اقترح على عصبة الخلافة أوّلا أن يتركوه فيلقي السلاح ويرجع إلى