فتنفّس عليّ بالجنّة ليطيب ريحي ويبيضّ لوني ، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ...
ولمّا أذن له الحسين (ع) حمل عليهم وهو يقول :
كيف يرى الفجّار ضرب الأسود |
|
بالمشرفيّ القاطع المهنّد |
أحمي الخيار من بني محمّد |
|
أذبّ عنهم باللسان واليد |
أرجو بذاك الفوز عند المورد |
|
من الاله الواحد الموحّد |
وبعد ما قتل وقف عليه الحسين (ع) وقال :
اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع محمّد (ص) وعرّف بينه وبين آل محمّد (ص).
وفي جيش الحسين (ع) فتى عمره احدى عشرة سنة قتل أبوه في المعركة يستأذن الحسين للقتال فأبى أن يأذن له وقال : هذا قتل أبوه ، ولعلّ أمّه تكره ذلك فقال : انّ أمّي أمرتني ، فلمّا قتل رمي برأسه إلى عسكر الحسين (ع) فأخذته أمّه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا منها وعادت إلى المخيم فأخذت عمودا وتقدّمت إلى جيش العدى وهي تقول :
أنا عجوز سيّدي ضعيفة |
|
خاوية بالية نحيفة |
أضربكم بضربة عنيفة |
|
دون بني فاطمة الشريفة |
فأمر الحسين (ع) بردّها.
وفي جيش الحسين (ع) عمرو الازديّ برز وهو يقول :
اليوم يا نفس إلى الرحمن |
|
تمضين بالروح وبالريحان |
اليوم تجزين على الاحسا |
|
قد كان منك غابر الزمان |
ما خطّ باللوح لدى الديّان |
|
فاليوم زال ذاك بالغفران |
وفي جيش الحسين (ع) خالد ابن هذا القتيل برز وهو يقول :
صبرا على الموت بني قحطان |
|
كيما نكون في رضى الرحمن |