في أسد الغابة ، عن غرفة الأزدي قال : دخلني شكّ من شأن علي خرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف ، ووقفنا حوله ، فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلّا الله ، فلما قتل الحسين خرجت حتّى أتيت المكان الذي قتلوا فيه فإذا هو كما قال ما أخطأ شيئا. قال: فاستغفرت الله ممّا كان منّي من الشكّ ، وعلمت أنّ عليّا رضي الله عنه لم يقدم إلّا بما عهد إليه فيه (١).
ز ـ عن أبي جحيفة :
في صفين لنصر بن مزاحم عن أبي جحيفة قال : جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب ، فسأله وأنا أسمع ، فقال : حديث حدّثتنيه عن علي بن أبي طالب ، قال : نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى عليّ فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : «هاهنا ، هاهنا» فقال له رجل : وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : «ثقل لآل محمّد ينزل هاهنا فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم» فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين قال : «ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم : يدخلكم الله بقتلهم النار».
وقد روي هذا الكلام على وجه آخر : أنّه (ع) قال : «فويل لكم منهم وويل لكم عليهم» قال الرجل : أما ويل لنا منهم فقد عرفت وويل لنا عليهم ما هو؟ قال ترونهم يقتلون ولا تستطيعون نصرهم (٢).
ح ـ عون بن أبي جحيفة :
__________________
(١) أسد الغابة ٤ / ١٦٩ قال في ترجمة غرفة الازدي : «يقال له صحبة وهو معدود في الكوفيين ، روى عنه أبو صادق قال : وكان من أصحاب النبي (ص) ومن أصحاب الصفة ، وهو الذي دعا له النبي (ص) ان يبارك في صفقته» ثم أورد الخبر الذي أوردناه في المتن ، ثم قال بعد انتهائه «أخرجه ابن الدباغ مستدركا على أبي عمر». وأشار إليه ابن حجر في ترجمته بالاصابة.
(٢) صفين لنصر بن مزاحم ص ١٤٢.