وفي تاريخ ابن أعثم ، ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان (١) ، واللهوف ، واللفظ للاخير(٢) ، كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامّة وخاصّة على الحسين (ع) ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه ، ثم أوردوا الخبر نظير ما ذكره الطبري إلى قولهم ، فغضب الحسين وقال : ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي؟ كذبت ولؤمت ، نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلي لا يبايع مثله.
قال الطبري : فقال له الوليد ـ وكان يحبّ العافية ـ : انصرف على اسم الله. وفي الرواية الأولى : فلمّا أصبح الحسين لقيه مروان فقال أطعني ترشد ، قال : قل ، قال : بايع أمير المؤمنين يزيد فهو خير لك في الدارين. فقال الحسين : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٣) وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمّة براع مثل يزيد (٤).
أمّا ابن الزبير فانّهم ألحوا عليه وتعلّل ولم يحضر دار الوليد ، وبعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال : بايع ليزيد. فقال : إذا بايع الناس بايعت ، فانتظر حتى جاءت البيعة من البلدان فتقدّم إلى الوليد فبايعه (٥).
وفي رواية : أنّ الحسين خرج من منزله بعد ذلك وأتى قبر جدّه فقال : السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك والثقل الذي خلّفته في أمّتك ، فاشهد عليهم يا نبي الله انّهم قد
__________________
(١) مثير الأحزان ، لابن نما ؛ نجم الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء (ت : ٦٤٥ ه) ط. المطبعة الحيدرية في النجف سنة ١٣٦٩ ه ص ١٤ ـ ١٥.
(٢) اللهوف في قتلى الطفوف ط. مكتبة الأندلس بيروت ص ٩ ـ ١٠ تأليف علي بن موسى ابن جعفر بن طاوس الحسيني (ت : ٦١٤ ه) ، وفتوح ابن أعثم ٥ / ١٠ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٨٠ ـ ١٨٥.
(٣) لم أجد الاسترجاع في اللهوف.
(٤) مثير الأحزان ص ١٤ ـ ١٥ ، اللهوف ص ٩ ـ ١٠ ، وفتوح ابن أعثم ومقتل الخوارزمي.
(٥) الطبري ٦ / ١٩٠ ـ ١٩١.