الجماهير لا تحمد عقباها أبداً. فأخذ يفكر في الأمر جلياً ليرى ما ذا يفعل لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة ، فرفع رأسه إلى سقف الدار وإذا بأفعى تخرج رأسها من فجوة ثمّ تختفي وراءها ، وهكذا تكررت الحالة أكثر من مرّة ، فأمر عماد الدولة الديلمي جنوده بإزالة سقف الدار ومتابعة أمر هذه الأفعى ، فامتثل الجنود أوامره وتابعوا مسير الأفعى وإذا بهم يعثرون على خزين من العملة الذهبية القاجارية والتي كانت يطلق عليها لفظ (أشرفي) كان قد أعدّها حاكم الولاية السابق ليوم بؤسه وفاقته ، فكانت من نصيب عماد الدولة وجيشه.
٢. القصة الثانية في هذا المجال : انّ الأمير الساماني إسماعيل حينما هاجم «هراة» نفدت خزينته ، ولكي لا يعتدي الجنود على أموال الناس أمر الجيش أن يعسكر خارج المدينة ، فامتثل الجيش أوامره وخرجوا من دون تحديد الجهة والمكان الذي يريدون النزول بها ، فإذا بهم يرون في السماء غراباً يحمل في منقاره قلادة ، تابعوا الغراب وإذا به يضع تلك القلادة في بئر ، فنزل الجنود إلى أسفل البئر فوجدوا صندوقاً من المجوهرات ، اتّضح فيما بعد أنّ غلمان الأمير الصفاري عمرو بن ليث قد سرقوه من الخزينة أيام المحنة وألقوه في هذا المكان ، ولكنّهم لم يوفّقوا لإخراجه والاستفادة منه.
إنّ هاتين القصتين وغيرهما من القصص تُعدّ من الحوادث الاستثنائية التي لا يمكن اعتبارها أساساً كليّاً للحركة والعمل ، ولا يمكن أبداً بناء الحياة والتحرك السياسي أو العسكري اعتماداً على هذا النوع من الصدف ، بل الأُمم والشعوب الحيّة والواعية تحل مشكلاتها على أساس التدبير والحكمة والتخطيط الدقيق ، ولا تركن إلى الصدفة وظهور كرامات الأولياء والصالحين ، بل تعتمد الجد والمثابرة للتغلّب على المصاعب وحلّ عقد الحياة التي