نمط حياة مشتركة وتربطهم بمصير واحد كمثل ركاب السفينة الواحدة أو الطائرة واحدة الذين يشتركون في وحدة المكان ، ووحدة المصير على متن الطائرة أو السفينة.
ويطلق على هذا النمط من الحياة والأفراد الذين يشكّلون هذا النوع من الحياة ، اسم المجتمع.
إذاً ، الأساس في الحياة الاجتماعية هو مسألة تقسيم الأعمال والمنافع ، وحكومة الآداب والسنن ، ووحدة الخلق والطبائع ، ووحدة الأهداف والثقافة ، وليس وحدة الماء والهواء والعيش في محيط جغرافي خاص.
ولا ريب أنّ الإنسان في حالة اختيار نمط الحياة الفردية لم يكن مسئولاً تجاه الأفراد الآخرين بأيّ نحو من أنحاء المسئولية ، ولذلك يعيش حالة الاستقلال والحرية على العكس من الإنسان الذي يحيا حياة اجتماعية فإنّه مسئول تجاه الآخرين ، ولذلك نراه يفقد قسماً من حرّياته ، وتكون حرّيته محدّدة بمصلحة ومنافع سائر أفراد المجتمع وانّها تكون محترمة مدى التزم الإنسان بمراعاة حقوق الآخرين.
وانطلاقاً من وحدة المصير هذه التي تحكم أفراد المجتمع ، يكون التظاهر بالذنوب وارتكاب المعاصي جهراً وأمام الملأ العام من الأُمور المحظورة جداً في الإسلام وانّ قسماً من المسائل المتعلّقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتعلّق بهذا الموضوع ، ولذلك نجد الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم يطرحها بقوله :
«إنّ المعصية إذا عمل بها العبد سرّاً لم تضرّ إلّا صاحبها ، وإذا عمل بها علانية ولم يغيّر عليه أضرّت العامّة». (١)
__________________
(١). وسائل الشيعة : ١١ / ٤٠٧ ، باب ٤ من أبواب الأمر والنهي ، الحديث ١.