ولا أدركته من الله عزوجل رحمة زلت به قدمه عن العقبة فهوى في جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ وهذه العقبات كلّها على الصراط ، اسم عقبة منها الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهمالسلام ، فمن أتى بها نجا وجاز ، ومن لم يأت بها بقي فهوى ، وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، وأهم عقبة منها المرصاد وهو قول الله عزوجل : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ). (١)
ويقول عزوجل : وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ، واسم عقبة منها الرحم ، واسم عقبة منها الأمانة ، واسم عقبة منها الصلاة ، وباسم كلّ فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل. (٢)
ولقد حذر الإمام علي عليهالسلام الظالمين بقوله : «وَلَئِنْ أَمْهَلَ اللهُ الظّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ وَهو لَهُ بِالْمِرصادِ عَلى مَجَازِ طَريقِهِ». (٣)
وكما قلنا : إنّ نظرية المرحوم الشيخ الصدوق في خصوص «مواقف القيامة وعقباتها» في واقعها تلخيص لما ورد في الروايات في هذا المجال ، وها نحن نذكر نماذج من تلك الروايات:
١. روى الصدوق في أماليه عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) سئل عن ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أخبرني الروح الأمين أنّ الله ـ لا إله غيره ـ إذا جمع الأوّلين والآخرين أُتي بجهنّم تقاد بألف زمام ....
ثمّ يوضع عليها صراط أدقّ من حدّ السيف عليه ثلاث قناطر : أمّا واحدة
__________________
(١). الحجر : ١٤.
(٢). بحار الأنوار : ٧ / ١٢٨ ، الحديث ١١.
(٣). نهج البلاغة : الخطبة ٧١.