الصغائر ...».
فقلت له : يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟
فقال : «حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام قال : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل». (١)
ومن هنا يتّضح أنّ الأدلّة الاثني عشر التي أقامها أصحاب نظرية خلود مرتكب الكبيرة في النار لا تصمد أمام البحث العلمي باستثناء مورد واحد وهو أيضاً قابل للتأمّل والملاحظة ، وأمّا الصور الأربعة الأُولى فانّها متّفق عليها بأنّها خاصة في الكافرين والمشركين ، وأمّا الصور الباقية فإنّ القرائن السياقية توضح وبجلاء أنّ المراد من الخالدين في النار هم الكافرون والمشركون والمنافقون وانّ هذه العناوين الإحدى عشر التي ذكرت إنّما هي عناوين مشيرة ورموز إلى تلك العناوين الأربعة التي أطبق الجميع على خلودهم في النار ، وأمّا قتل المؤمن فمع الأخذ بعين الاعتبار ما ذكره المفسّرون ، نضيف هنا أمرين آخرين :
١. انّ الخلود ليس حكماً قطعياً بل يمكن أن يتغيّر أو يتبدّل ، بمعنى أنّ وجود المقتضي للخلود موجود لو لم يمنع عنه مانع وهو شمول الشفاعة له.
٢. الرواية التي أوردها الصدوق رحمهالله في مورد الخالدين في النار.
النتيجة يمكن القول : إنّ نظرية عدم خلود المؤمن في العذاب ، نظرية مستحكمة وثابتة. (٢)
__________________
(١). توحيد الصدوق : ٤٠٧ ، باب ٦٣ ، الحديث ٦.
(٢). منشور جاويد : ٩ / ٣٧٦ ـ ٤٠٢.