ـ وهو أحد الشباب الصالحين والمؤمنين ـ ليكون إماماً للمسجد لتنطلي الحيلة على المسلمين ويتحقّق هدفهم الذي يسعون لأجله حيث ينجذب الشباب إلى مسجدهم أو ينقسم المسلمون إلى مجموعتين ، ومن هنا يكونوا قد بذروا البذرة الأُولى للتفرقة والتشتّت.
وحينما عاد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من سفره من تبوك حاولوا استغلال الفرصة لإكمال الخطة على أحسن وجه ، فحضروا عنده ، وطلبوا منه أن يصلّي في مسجدهم ركعتين ليُسبغوا بذلك الشرعية على مركزهم ، ولتكون تلك الصلاة ذريعة لهم في مواجهة أيّ محاولة تشكيكية أو مواجهة يتعرّضون لها ، وفي تلك الأثناء نزل أمين الوحي جبرئيل عليهالسلام على الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ليطلعه على حقيقة الأمر ، وليكشف له جميع خطوط المؤامرة والأهداف المشئومة التي تكمن وراء هذا العمل الذي هو في الظاهر عمل حسن ، ومن هذه الأهداف :
١. بثّ الفرقة بين المؤمنين : (وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ).
٢. انّ هذا المركز في حقيقته يمثّل وكراً للتجسّس ضد المسلمين ولصالح عدو الإسلام «أبي عامر» : (وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ).
وحينما اطّلع النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم على المؤامرة الخبيثة أمر بحرق سقف المركز المذكور ، ثمّ أمر بنقض جدرانه وتسويتها بالأرض ، ولم يكتف الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك بل أمر المسلمين بأن يتّخذوا من ذلك المكان محلاً لجمع القمامة والنفايات تحقيراً وتوهيناً لذلك الوكر الذي أُريد له أن يكون وسيلة لضرب الإسلام من خلال سلاح الدين نفسه.
ولقد أشارت آيات الذكر الحكيم إلى تلك الحادثة وأهدافها بما لا مزيد عليه ، وها نحن نذكر تلك الآيات المباركة :