نبراس الضياء

قائمة الکتاب

البحث

البحث في نبراس الضياء

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

نبراس الضياء

نبراس الضياء

نبراس الضياء

تحمیل

شارك

وليس سبيل الايجاد والافاضة أن ينفصل من ذات المفيض الموجد شيء أو يتّصل بذات المجعول الفائض أمر ، بل سبيله أنّه اذا احاط علم الجاعل الفيّاض بأن شيئا ما من الجائزات بحسب ذاته من خيرات نظام الوجود ومنتظرات وجوده ومصحّحات مجعوليّته حاصلة بالفعل ، يترتّب (١) على علمه وانبعث من ارادته في متن الواقع جوهر ذات ذلك الشيء ، وصدرت عن فيّاضيّته وفعّاليته نفس حقيقته وسنخ هويّته وماهيته كما من باب ضرب الأمثال ، وان لم يكن على مضاهاة ومداناة ومشابهة ومناسبة.

اذا تأكّد شوق النفس المجرّدة الّتي لا سلطان لها على البدن وقواه الجسمانيّة الّا بالتدبير والاستخدام ، وبلغ في تأكّده في مرتبة الاجماع انبعث عنه اهتزاز الأعضاء ، وترتّبت عليه حركة الأعضاء الأدوية ، وكما اذا ما بدأ جرم الشمس فاض عنها شعاع النور ، وكما اذا ما دنت زجاجة زيت السراج من بيدر (٢) النار اشتعلت عنه الفتيلة.

والصدور ، وأعني به الجعل والايجاد والافاضة يطلق في اصطلاح العلم ولغة الحكمة على معان ثلاثة :

__________________

إحداهما : فائضة مجعولة مستندة مرتبطة بالذات إلى ذات الجاعل تعالى ، وهو المسمّى بالوجود عندنا بالبرهان الباهر القاطع.

والاخرى : الماهية التابعة في المجعولية ، والصادرة بالعرض لا بالذات جعلا وصدورا تبعيّا ، مجعولية ظل الشيء بتبعيّته.

ولو كانت المغايرة والبينونة بينهما بمجرّد الاعتبارات التعلميّة الذهنية ، وكانت الحقيقة حيثية واحدة ، فلا يتوجّه ولا يتصحّح قوله : «لا حيثية جوهر الذات» فانّ حيثية جوهر الذات هي بعينها تحت حيثية الاستناد والصدور حقيقة ، فلا نتصوّر لجوهر الذات وحقيقتها حيثية اخرى غير حيثية محوضة الاستناد والارتباط ، والارتباط مرتبطة الى ذات الجاعل المذوّت لجوهر ذات مجعولة جعلا بسيطا وتذويتا بحتا صرفا ، بارتباط زائد على حاقّ حقيقة الذات ، مغاير لها بالذات.

فالحقّ الحقيق بالتحقيق والحرىّ بالتصديق ، هو القول بتركّب الأعيان الجوازيّة الموجودة المجعولة من الحيثيتين ، حيثية الوجود ، الفائضة المجعولة أوّلا وبالذات ، وحيثية الماهية المجعولة الصادرة ثانيا وبالعرض بنفس جعل حيثية الوجود ، لا بجعل مستأنف. فالجعل بسيط والمجعول بسيط من وجه. وفيه تركيب من وجه آخر. قال عزّ من قائل (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس / ٨٢] فقوله : جعل ايجاد وتأثير وافاضة فائضة بالذات الذي يكون بقول «كن» هو العين الجوازي الذي يجب بإيجابه تعالى ويوجد بايجاده تعالى. (نورى)

(١) خ : يترتّب.

(٢) بيدر : الموضع الذي يجمع فيه الحصيد ويداس.