قوله : ثم لا بأس بصرف عنان الكلام الى بيان ما به يمتاز الحرف لاجل اطراد فى الاستطراد الخ
اى قد جرى كلام المصنف لاجل اطراد فى الاستطراد الى بيان ما به يمتاز الحرف عما عداه.
والمراد من اطراد اعنى تتابع فى الاستطراد اى يسوق كلامه على وجه يلزم منه كلام آخر وبعبارة اخرى ان المراد من الاستطراد الكلام يجر الكلام مثلا كان مقصوده خروج الافعال عن عنوان النزاع فى باب المشتق فجرى كلامه فى ذكر الفرق بين الاسم والفعل من باب الاستطراد وكذا صرف كلامه الى ذكر الفرق بين الاسم والحرف لاجل متابعة استطراد المذكور فيكون ذكر الفرق بين الاسم والحرف وو بين الفعل والاسم استطرادا وصيدا بلا قصد.
قال المصنف انه لا فرق بين الاسم والحرف بحسب المعنى انما الفرق بينهما من حيث الاستعمال ولا يوجد الاستعمال الا مع القصد فوضع الحرف ليقصد منه معناه فى غيره ووضع الاسم ليقصد منه معناه فى نفسه.
ولا يخفى عليك ان كلام المصنف فى هذا المقام لا يكون تكررا مع ذكره سابقا لانه لم يذكر جميع مباحث التى ذكرت سابقا ويزيد بعض مباحث التى لم تبين سابقا فيكون قول المصنف هنا مقابلا للمشهور يعنى لم يلاحظ فى الاسم الاستقلال وكذا لم يلاحظ فى الحرف عدم الاستقلال الحاصل ان الاسم والحرف وضعا لطبيعة المعنى.
الكلام فى كون الحرف آلة وحالة لغيره
وانما الفرق بينهما وضع الحرف ليستعمل واريد منه معنا حالة لغيره وآلة لغيره.
مثلا قوله سرت من البصرة الى الكوفة تكون لفظة من حالة لغيره
او آلة لغيره الفرق فيهما اى حالة وآلة ان قصدت ان حال البصرة ان يبتدأ السير بها