اى جعلت ابتداء للسير فتكون من حالة للغير وان قصدت ان الحرف اى من جعلت آلة اى صارت سببا للجعل البصرة ابتداء السير فتكون آلة للغير اما ابتداء الاسمى فلا يكون حالة وآلة للغير نحو الابتداء خير من الانتهاء.
قوله : فلفظ الابتداء لو استعمل فى معنى الآلي ولفظة من فى معنى الاستقلالى لما كان مجازا واستعمالا فى غير ما وضع له وان كان بغير ما وضع له
اى عرفت فيما تقدم عدم الفرق بين معنى الاسم والحرف فلو استعمل احدهما فى موضع الآخر لما كان مجازا واستعمالا فى غير ما وضع له.
فان قلت يرد الاشكال على المصنف لانه قال اولا لا يكون استعمال احدهما فى موضع الآخر استعمالا فى غير ما وضع وقال ايضا.
وان كان بغير ما وضع له اى استعمال احدهما فى موضع الآخر يكون استعمالا فى غير ما وضع له فيكون ذيل كلامه منافيا لصدره.
قلت ليس المراد من غير الموضوع له المعنى المجازي بل المراد من قوله وان كان بغير ما وضع له هو الاستعمال فى غير ما قيد به فى مقام الاستعمال مثلا اريد من الحرف فى مقام الاستعمال بان يكون حالة وآلة لغيره واذا لم يك كذلك فيقال ان استعماله يكون بغير ما وضع له اى يكون استعماله بغير ما قيد الاستعمال به.
قوله : فالمعنى فى كليهما فى نفسه كلى طبيعى الخ.
فاعلم ان المعنى فى كليهما فى نفسه كلى طبيعى يصدق على كثيرين لكن قيد هذا الكلى باللحاظ الاستقلالى او الآلى فيصير بعد التقييد باللحاظ كليا عقليا يكون هذا الكلى العقلى مخالفا لما يسمى عند المنطقى كليا عقليا.
توضيحه ان الكلى العقلى عند المنطقى ما هو مركبة من العارض والمعروض وبعبارة اخرى يلاحظ المجموع من الموصوف والوصف مثلا فى قولنا الانسان كلى يلاحظ العقل الانسان بوصف كونه كليا.