الانشائى واما الارادة فتستعمل كثيرا على عكس لفظ الطلب اى ينسبق عنها عند اطلاقها الارادة الحقيقية وقال انا حققنا وجه اتحادهما فى بعض فوائدنا ونتعرض هنا ايضا ان الدليل لاتحادهما هو الوجدان والضرورة اى نستدل لاتحاد الطلب والارادة بالبديهيات فلا نحتاج الى مزيد البيان واقامة البرهان.
واعلم ان البديهيات على ستة انواع بحكم الاستقراء وهى الاوليات والمشاهدات والتجربيات والمتواترات والحدسيات والفطريات.
والمراد من الاوليات هى قضايا يصدق بها العقل لذاتها اى بدون سبب خارج عن ذاتها بان يكون تصور الطرفين مع توجه النفس الى النسبة بينهما كافيا فى الحكم والجزم بصدق القضية مثل قولنا الكل اعظم من الجزء (والنقيضان لا يجتمعان).
قال صاحب الكفاية ان الانسان لا يجد غير الارادة القائمة بالنفس صفة اخرى القائمة بها اى ان الموجود فى النفس والمترتبة عليها حركة العضلات هى امور ثلاثة التصور والتصديق بالفائده والشوق المؤكد المعبر عنه بالارادة بعبارة اخرى نقول لا اشكال فى توقف الفعل الاختيارى على مقدمات من التصور والتصديق بالفائده والعزم ويعبر عن هذه الثلاثة بمقدمات الإرادة.
وكذا يتوقف الفعل الاختيارى على الارادة التى توجد بعد هذه المقدمات وايضا لا بد بعد هذه المقدمات من مقدمة الاخرى هى عبارة من دفع الموانع فيوجد بعد هذه المقدمات الشوق المؤكد المعبر عنه بالإرادة انا لا نوجد الشىء الآخر فى انفسنا غير الارادة ومقدماتها اى لا يكون هنا الشى الآخر حتى يسمى طلبا.
الحاصل ان الارادة الحقيقية هى نفس الطلب الحقيقى وكذا الارادة الانشائية هى نفس الطلب الانشائى.
فائدة ـ ذهبت الاشاعرة الى تغاير الطلب والارادة وذهبت المعتزلة الى اتحادهما والمراد منهما الطائفتان من اهل السنة والجماعة.