(٣) وكضعف تنبه السّامع ، نحو : (أصلُها ثابتٌ وفرعُها ثابتٌ) إذ لو حُذف ثابت رُبما لا يتنبَّه السامع لضعف فهمه.
(٤) وكالرَّد على المخاطب ، نحو : (قل يُحييها الذي أنشأها أوّل مرَّة) جواباً لقوله تعالى : (من يُحيي العظام وهي رميمٌ).
(٥) وكافادة أنه «فعلٌ» فيفيد التجدد والحدوث ، ومقيَّداً بأحد الأزمنة الثلاثة بطريق الاختصار أو كإفادة أنه «اسم» فيفيد الثبوتَ مطلقاً ، نحو : (يُخادعون الله وهو خادعهم) ، فإن يخادعون تفيد التجدد مرَّة بعد أخرى ، مقيداً بالزمان من غير افتقار إلى قرينة تدل عليه كذكر الآن أو الغد. وقوله : وهو خادعهم تفيد الثّبوت مطلقاً من غير نظر إلى زمان.
ويُحذف المسند : لأغراض كثيرة :
(١) منها : إذا دلت عليه «قرينة» وتعلّق بتركه غرض ممّا مرَ في حذف المسند اليه.
والقرينة : إمّا مذكورة كقوله تعالى : (ولئن سألتهم من خَلَق السَّموات وَالأرض ليقُولُنَّ الله) أي : خلقهنَّ الله. وإمَّا مقدّرة ، كقوله تعالى : (يُسِّبحُ لهُ فيها بالغدوّ والآصالِ رجالٌ) أي : يسبحهُ رجالٌ كأنَّه قيل : من يُسبِّحُه؟
(٢) ومنها الاحتراز عن العبث ، نحو : (إن الله برىءٌ من المشركين ورسولُه) أي : ورسوله برىءٌ منهم أيضاً. فلو ذكر هذا المحذوف لكان ذكره عبثاً لعدم الحاجة اليه.
(٣) ومنها ضيق المقام عن إطالة الكلام ، كقول الشاعر :
نحنُ بما عندنا وأنت بما عندك |
|
راض والرأيُ مختلف |
أي : نحن بما عندنا راضُون ، فحذف لضيق المقام.
(٤) ومنها اتّباع ومجاراة ما جاء في استعمالاتهم الواردة عن العرب نحو : (لولا أنتم لكنا مؤمنين). أي : لولا أنتم موجودون وقولهم في المثل رمية من غير رامٍ أي هذه رمية.