هذه المنزلة : ومن الاخير قوله تعالى : (وما أنت بمسمع من في القبور ، إن أنت إلا نذير).
الرابع : ألإصل في إنما أن تجيء لأمر من شأنه ألا يجهله الخاطب ينكره ، وإنما يراد تنبيه فقط ، أو لما هو منزل هذه المنزلة ، فمن الأول قوله تعالى : (إنما يستجيب الذين يسمعون).
وقوله تعالى (إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) ومن الثاني قوله تعالى حكاية عن اليهود (إنما نحن مصلحون) فهم قد ادعوا أن إصلاحهم أمر جلي لا شك فيه ـ وقال الشاعر :
أنا الزائد الحامي الذمار وإنما |
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي |
أسباب ونتائج
الغاية من القصر : تمكين الكلام وتقريره في الذهن كقول الشاعر :
وما المرء إلا كالهلال وضوئه |
|
يوافي تمام الشهر ثم يغيب |
وقد يراد بالقصر بالمبالغة في المعنى ـ كقول الشاعر :
وما المرء إلا الأصغر ان لسانه |
|
ومعقوله والجسم خلق مصور |
وكقوله :
لا سيف إلا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلا على |
وذو الفقار لقب سيف الامام علي.
كرم الله وجهه ، وسيف العاص بن منبه والقصر : قد ينحو فيه الأديب مناحي شيء ، كان يتجه إلى القصر الاضافي ، رغبة في المبالغة كقوله :
وما الدنيا سوى حلم لذيذ |
|
تنبهه تباشير الصباح |
وقد يكون من مرامي القصر التعريض كقوله تعالى (إنما يتذكر أولوا الألباب) إذ ليس الغرض من الآية الكريمة أن يعلم السامعون ظاهر معناها ، ولكنها تعريض بالمشركين الذين في حكم من لا عقل له.