(٦) أو شرطاً : نحو : (اتبعوني يحببكم الله) أي : فان تتبعوني.
(٧) أو جواب شرط : نحو : (ولو ترى إذ وقفوا على النار) أي : لرأيت أمراً فظيعاً.
(٨) أو مسنداً : نحو (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) أي : خلقهن الله.
(٩) أو مسنداً إليه : كما في قول حاتم :
أماوى ما يغني الثراء عن الفتى |
|
أي إذا حشرجت النفس يوماً |
(١٠) أو مُتعلقا نحو : (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) أي عمّا يفعلون.
(١١) أو جملة نحو : (كان الناسُ امةً واحدة فبعث الله النبيين) أي فاختلُفوا : فبعث.
(١٢) أو جُمَلا كقوله تعالى : (فأرسلون يوسف أيها الصديقُ) (١). أي فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ، فأرسلوه فأتاه ، وقال له : يوسف أيها الصديق.
واعلم أنه لابد من دليل يدل على الخذوف وهو :
إما العقل وحده : نحو وجاء ربك ، وإما العقل مع غيره : نحو حرمت عليكم الميتة ، أي تناولها. وإما العادة : نحو (فذلكن الذي لمتنني فيه) ، أي في مراودته ، وإما الشروع فيه : نحو بسم الله الرحمن الرحيم ـ أي أؤلف مثلا ، وإما مقارنة الكلام للفعل : كما تقول لمن تزوج «بالرفاه والبنين» أي أعرست متلبساً بالالفة والبنين.
واعلم أنّ دواعي الإيجاز كثيرة منها : الاختصار ، وتسهيل الحفظ وتقريب الفهم ، وضيق المقام ، وإخفاء الأمر على غير السَّامع ، والضجر والسآمة ، وتحصيل المعنى الكثير باللفظ اليسير الخ.
ويُستحسن «الإيجاز» في الاستعطاف ، وشكوى الحال ، والاعتذارات والتعزية ، والعتاب ،
__________________
(١) فأرسلون حكاية عن أحد الفتيين الذي أرسله العزيز إلى يوسف ليستعبره ما رآه.
(تنبيه) حذف الجمل أكثر ما يرد في كلام الله عز وجل ، إذ هو الغاية في الفصاحة ، والنهاية في مراتب البلاغة ، واعلم أن كلا من الحشو والتطويل يخل ببلاغة الكلام ، بل لا يعد الكلام معهما إلا ساقطا عن مراتب البلاغة كلها.