ثم أخذ الوهم : في تصوير المنية بصورة السبع ، فاخترع لها مثل صورة الأظفار ، ثم أطلق على الصورة التي هي مثل صورة الأظفار ، لفظ (الإظفار) فتكون لفظة (أظفار) استعارة (تخييلية) لأن المستعار له لفظ أظفار صورة وهمية ، تشبه صورة الأظفار الحقيقية ، وقرينتها اضافتها إلى المنية.
ونظراً إلى أن (الاستعارة التخييلية) قرينة المكنية ، فهي لازمة لا تفارقها ، لأنّه لا استعارة بدون قرينة.
وإذاً : تكون أنواع الاستعارة ثلاثة : تصريحّية ، ومكنّية ، وتخييليةّ (١)
__________________
(١) اعلم أن المذاهب في التخييلية أربعة.
الأول : مذهب السلف ، والخطيب : وهو أن جميع أفراد قرينة المكنية مستعملة في حقيقتها ، والتجوز إنما هو في الاثبات لغير ما هو له المسمى استعارة تخييلية ، فهما متلازمان ، وهي من المجاز العقلي.
الثاني : مذهب السكاكي : وهو أن قرينة المكنية ، تارة تكون تخييلية ، أي مستعارة لأمر وهمي : كأظفار المنية ، وتارة تكون تحقيقية ، أي مستعارة لأمر محقق «كابلعي ماءك» وتارة تكون حقيقة «كأنبت الربيع البقل» فلا تلازم بين التخييلية والمكنية ، بل يوجد كل منهما بدون الآخر وقد استدل السكاكي : على انفراد التخييلية عن المكنية بقوله :
لا تسقني ماء الملام فانني |
|
صب قد استعذبت ماء بكائي |
فانه قد توهم : أن للملامة شيئا شبيهاً بالماء ، واستعار اسمه له استعارة تخييلية غير تابعة للمكنية ، ورده العلامة الخطيب بأنه لا دليل له فيه ، لجواز أن يكون فيه استعارة بالكناية ، فيكون قد شبه الملام ، بشيء مكروه ، له ماء ، وطوى لفظ المشبه به ، ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو الماء ، على طريق التخييل.
وأن يكون من باب إضافة المشبه به إلى المشبه ، والأصل لا تسقني الملام الشبيه بالماء وأيضا : لا يخفى ما في مذهب السكاكي من التعسف ، أي الخروج عن الطريق الجادة ، لما فيه من كثرة الاعتبارات وذلك : أن المستعير يحتاج إلى أمر وهمي ، واعتبار علاقة بينه وبين الأمر الحقيقي ، واعتبار قرينة دالة على أن المراد من اللفظ ، الأمر الوهمي ، فهذه اعتبارات ثلاثة ، لا يدل عليها دليل ، ولا تمس إليها حاجة.
الثالث : مذهب صاحب الكشاف وهو أنها تكون تارة مصرحة تحقيقية ، وتارة تكون تخييلية أي مجازاً في الاثبات.
الرابع : (مذهب صاحب السمرقندية) وهو مثل مذهب صاحب الكشاف غير أن الفرق بينهما : أن مدار