إذا المنية أنشبت أظفارها |
|
ألفيت كل تميمة لا تنفع |
فقد شبه المنية ، بالسبع ، بجامع الاغتيال في كلٍ ، واستعار السبع للمنية وحذفه. ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو الأظفار علىطريق الاستعارة المكنية الأصلية ، وقر ينتها لفظة أظفار.
__________________
الأول : إن لفظ المشبه ، لم يستعمل إلا في معناه الحقيقي ، فلا يكون استعارة.
الثاني : أنه صرح بأن نطقت مستعارة للامر الوهمي ، أي المتوهم اثباته للحال ، تشبيها بالنطق الحقيقي ، فيكون استعارة ، والاستعارة في الفعل لا تكون إلا تبعية فيلزمه القول بالتبعية وأجيب عنه بأجوبة تطلب من المطولات.
وأما مذهب الخطيب
فانه يقول : أن الاستعارة بالكناية ، هي التشبيه المضمر أركانه سوى المشبه المدلول عليه ، باثبات لازم المشبه به للمشبه ، ويلزم على مذهبه أنه لا وجه لتسميتها استعارة ، لأن الاستعارة هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة ـ أو استعمال اللفظ المذكور ـ والتشبيه غير ذلك : بل هو فعل من افعال النفس.
تنبيه المشبه : في مواد الاستعارة بالكناية ، لا يجب أن يكون مذكوراً
بلفظ المشبه به فيجوز ذكره بغير لفظه ، كأن يشبه شيء كالنحافة واصفرار اللون ، بأمرين كاللباس ، والطعم المر البشع ، ويستعمل لفظ أحد الأمرين فيه ، ويثبت له شيء من الوازم الآخر ، كما في قوله تعالى (فاذاقها الله لباس الجوع والخوف) فان شبه ما غشى الانسان عند الجوع والخوف من النحافة واصفرار اللون ، باللباس ، لاشتماله على اللابس واشتمال أثر الضرر على من به ذلك ، فاستعير له اسمه وشبه ما غشى الانسان عند الجوع ، أي ما يدرك من أثر الضرر ، باعتبار أنه مدرك من حيث الكراهية بما يدرك من الطعم المر البشع ، حتى أوقع عليه الاذاقة فتكون الآية مشتملة على تخييلا بالنسبة للمكنية ، وتكون تجريداً بالنسبة إلى المصرحة ، لانها تلائم المشبه ، وهو النحافة والاصفرار ، لانها مستعارة للاصابة وكثرت فيها حتى جرت مجرى الحقيقة ويقال شبه ما غشى الانسان عند الجوع والخوف من أثر الضرر ، باللباس ، بجامع الاشتمال في كل ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، على سبيل الاستعارة التصريحية وطريق اجراء الاستعارة الثانية ، أن يقال شبه ما غشى الانسان عند الجوع والخوف من أثر الضرر ، بالطعم المر البشع ، بجامع الكراهة في كل ، واستعير لفظ المشبه به للمشبه ، ثم حذف واثبت له شيء من لوازمه وهو الاذاقة على سبيل الاستعارة المكنية ، واثبات الاذاقة المتحقققة ، واستعيرت المتحققة ، للمتخيلة ، على سبيل الاستعارة التخييلية ، على مذهب السكاكي.