استعار الأسد : للرجل الشجاع ، وقد ذكر ما يناسب المستعار له ، في قوله «شاكى السلاح مقذف» وهو التجريد ، ثم ذكر ما يناسب المستعار منه ، في قوله «له لبد أظفاره لم تقلم» وهو الترشيح ، واجتماع التجريد والترشيح يؤدى إلى تعارضهما وسقوطهما ، فكأن الاستعارة لم تقترن بشيء وتكون في رتبة (المطلقة).
ب ـ والمرشحة : هي التي قرنت بملائم المستعار منه «أي المشبه به» نحو : (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم) استعير الشراء للاستبدال والاختيار ، ثم فرع عليها ما يلائم المستعار منه (من الربح والتجارة) ، ونحو : من باع دينه بدنياه لم تربح تجارته «وسميت مرشحة : لترشيحها وتقويتها بذكر الملائم» وترشيح الاستعارة التصريحية متفق عليه
ج ـ والمجردة : هي التي قرنت بملائم المستعار له «أي المشبه» نحو : اشتر بالمعروف عرضك من الأذى.
وسميت بذلك : لتجريدها عن بعض المبالغة ، لبعد المشبه حينئذ عن المشبه به بعض؛ بعد وذلك يبعد دعوى الاتحاد الذي هو مبني الاستعارة.
ثم اعتبار الترشيح والتجريد : إنما يكون بعد تمام الاستعارة بقرينتها سواء أكانت القرينة مقالية أم حالية ـ فلا تعد قرينة المصرحة تجريداً ولا قرينةُ المكنيّة ترشيحا ، بل الزائد على ما ذكر.
واعلم : أن الترشيح أبلغ من غيره ، لاشتماله على تحقيق المبالغة بتناسى التشبيه ، وادّعاء أن المستعار له هو نفس المستعار منه «لا شيء شبيهٌ به» وكأن الاستعارة غير موجودة أصلا ، والإطلاق أبلغ من التجريد فالتجريد أضعف الجميع ، لأنّ به تضعف دعوى الاتحاد.