(١) منها : التّحسر وإظهار التأسف ، كما في قول الشاعر :
ذهب الصِّبا وتولّت الايامُ |
|
فعلى الصِّبا وعلى الزمان سلام |
فانه وإن كان خبراً في أصل وضعهن إلا أنه في هذا المقام مستعمل في إنشاء التَّحسر والتَّحزَّن على ما فات من الشباب.
وكما في قول جعفر ابن عُلبة الحارثي :
هواي مع الرَّكب اليمانين مصعدٌ |
|
جنيبُ وجثماني بمكة مُوثقُ |
فهو يشير إلى الأسف والحزن الذي ألم به من فراق الأحبة ، ويتحسُّر على ما آل إليه أمرهُ ، والقرينة على ذلك حال المتكلم ، كما يفهم من الشطر الثاني في قوله (هواي ـ الخ).
(٢) ومنها : إظهار الضعف ، كما في قوله :
رب إني لا أستطيع اصطباراً |
|
فاعف عني يا من يقبلُ العثارا |
(٣) ومنها : إظهارُ السرور ، نحو : كُتِبَ اسمي بين الناجحين.
(٤) ومنها : الدعاء ، نحو : نجَّح الله مقاصدنا ، أيها الوطن لك البقاء.
وثانيا ً : في المركبات الانشائية : كالأمر ، والنهي ، والاستفهام التي خرجت عن معانيها الأصلية ، واستعملت في معان أخر : كما في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام : «من كذب علي متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار» إذ المرادُ «يتبوّأ مقعده» والعلاقة في هذا (السببية والمسببية) لأن إنشاء المتكلم للعبارة سبب لاخباره بما تتضمنه ، فظاهره أمرُ ، ومعناه خبر.