علم البديع
البديع : لغة : المخترع الموجد على غير مثال سابق ، وهو مأخوذ ومشتقٌ من قولهم بدع الشيء ، وأبدعه ، اخترعه لا على مثال (١).
واصطلاحا : هو علم يعرف به الوجوه (٢) ، والمزايا التي تزيد الكلام حسنا وطلاوة ،
__________________
(١) البديع فعيل بمعنى مفعل ، أو بمعنى مفعول ـ ويأتي البديع بمعنى اسم الفاعل في قوله تعالى (بديع السموات والأرض) أي مبدعها.
(٢) وجوه التحسين أساليب وطرق معلومة وضعت لتزيين الكلام وتنميقه وتحسين الكلام بعلمي المعاني والبيان «ذاتي» وتحسين الكلام بعلم البديع «عرضي».
ووجوه التحسين : إما معنوية ، وإما لفظية ، وأدخل المتأخرون فيهما أنواعا كثيرة.
فالبديع المعنوي هو الذي وجبت فيه رعاية المعنى دون اللفظ ، فيبقى مع تغيير الالفاظ كقوله :
أتطلب صاحبا لاعيب فيه |
|
وأنت لكل من تهوى ركوب |
ففي هذا القول ضربان من البديع (هما الاستفهام والمقابلة) لا يتغيران بتبدل الألفاظ ، كما لو قلت مثلا : كيف تطلب صديقاً منزها عن كل نقص ، مع أنك أنت نفسك ساع وراء شهواتك!
والبديع اللفظي : هو ما رجعت وجوه تحسينه إلى اللفظ دون المعنى ، فلا يبقى الشكل إذا تغير اللفظ كقوله :
إذا ملك لم يكن ذاهبه |
|
فدعه فدولته ذاهبه |
فانك إذا أبدلت لفظة (ذاهبة) بغيرها ولو بمعناها يسقط الشكل البديعي بسقوطها ، وملخص القول أن المحسنات المعنوية هي ما كان التحسين بها راجعاً إلى المعنى أولا وبالذات ، وان حسنت اللفظ تبعاً والمحسنات اللفظية هي ما كان التحسين بها راجعاً إلى اللفظ بالاصالة ، وان حسنت المعنى تبعاً ، وقد أجمع العلماء : على أن هذه المحسنات خصوصا اللفظية منها ، لا تقع موقعها من الحسن ، ألا إذا طلبها المعنى ، فجاءت عفواً بدون تكلف ، والا فهي مبتذلة.