أو فعلين نحو : قوله تعالى (وأنّه هو أضحك وأبكى وأنَّهُ هو أمات وأحيا).
وكقوله تعالى (ثم لا يموتُ فيها ولا يحيا).
أو مختلفين نحو : قوله تعالى (ومن يضلل الله فما له من هاد).
ونحو : قوله تعالى (أو من كان ميتاً فأحييناه) (١).
فيكون تقابل المعنيين وتخالفهما مما يزيد الكلام حسناً وطرافة.
____________________
(١) والطباق ضربان :
أحدهما طباق الايجاب : وهو ما لم يختلف فيه الضدان ايجابا وسلبا نحو (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء) وكقوله :
حلو الشمائل وهو مر باسل |
|
يحمى الذمار صبيحة الارهاق |
وثانيهما طباق السلب : وهو ما اختلف فيه الضدان ايجابا وسلبا ، بحيث يجمع بين فعلين من مصدر واحد ، أحدهما مثبت مرة ، والآخر منفي تارة أخرى في كلام واحد نحو (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله) ونحو (لا يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا) (وقل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
أو أحدهما أمر ، والآخر نهى نحو (اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) ونحو : (فلا تخشوا الناس واخشون).
وملخص الطباق الذي هو الجمع بين معنيين متقابلين في كلام واحد ، وهو نوعان.
(١) طباق سلب : وهو أن يجمع بين فعلين ، من مصدر واحد ، أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، وأحدهما أمر ، والآخر نهي.
(٢) طباق الايجاب : وهو ما كان تقابل المعنيين فيه بالتضاد ، ويلحق بالطباق ، ما بني على المضادة ، تأويلا في المعنى ، نحو (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فان التعذيب لا يقابل المغفرة صريحاً لكن على تاويل كونه صادراً عن المؤاخذة التي هي ضد المغفرة ، أو تخييلا في اللفظ باعتبار أصل معناه نحو (من تولاه فانه يضله ويهديه الىعذاب السعير) أي يقوده فلا يقابل الضلالة بهذا الاعتبار ولكن لفظه ياقبلها في أصل معناه ، وهذا يقال له «إيهام» التضاد.