يستفاد منها سوى ثبوت الحركة للأرض ، بدون نظر إلى تجدّد ذلك ولا حُدُوثه.
وقد تخرج الجملة الإسمية عن هذا الأصل ، وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن : إذا لم يكن في خبرها فعل مضارع : وذلك بأن يكون الحديث في مقام المدح ، أو في معرض الذم كقوله تعالى (وإنكَ لعلى خلق عظيم) فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت ومنه قول النضر بن جؤبة يتمدَّح بالغنى والكرم :
لا يألف الدِّرهمُ المضروب صرَّتنا |
|
لكن يَمرّ عليها وهو منطلق |
يُريد أن دراهمه لا ثباتَ لها في الصرة ولا بقاء ، فهي دائما تنطلق منها ، وتمرق مُرق السِّهام من قِسيّها ، لتوَزّعَ على المعوزينَ وأرباب الحاجات.
وأعلم أنَّ الجُملة الإسمية ى تُفيد الثُبوت بأصلَ وضعها ، ولا الاستمرار بالقرائن ، إلا إذا كان خبرها مفرداً نحو : الوطنُ عزيز ، أو كان خبرها جملة إسمية نحو : الوطن هو سعادتي. اما إذا كان خبرها فعلا فانها تكون كالجملة الفعلية في إفادة التجدد والحدوث في زمن مخصوص ، نحو : الوطن يسعد بأبنائه ونحو :
نروح ونغدو لحاجاتِنا |
|
وحاجة من عاش لا تنقضى |