فإذا شك في وجوب الجلوس يوم السبت بعد العلم بوجوبه يوم الجمعة يكون الزمان من حالات الموضوع ومنشأ للشك واستصحاب الوجوب لا إشكال فيه واما استصحاب العدم الأزلي فأيضا يكون جاريا فان الوجوب قبل الجمعة لم يكون والآن نشك فيه بعد العلم بخروج فرد وأحد من العدم إلى الوجود فيستصحب عدمه ويتعارض الاستصحابات كما عن النراقي (قده) واما إذا كان الخطاب بنحو صرف الوجود (١) لا بنحو الطبيعة السارية فاستصحاب العدم الأزلي لا يكون جاريا لانقلاب صفحة العدم بصفحة الوجود ولا يكون التحصص في العدم بخلاف الطبيعة السارية فانه يمكن ان يقال ان العدم بالنسبة إلى هذا الفرد غير العدم بالنسبة إلى ذلك الفرد وما انقلب إلى الوجود هو عدم هذا الفرد لا كل الافراد.
__________________
(١) أقول ان استصحاب الوجود وكذلك العدم لا معنى له إذا كان الخطاب بنحو صرف الوجود مع إتيان فرد واحد لعدم الشك بعد إتيان الصرف وهكذا استصحاب العدم لا معنى له بعد عدم إتيان الفرد لأن اللازم هو إتيانه قطعا وفرض الشك يكون في صورة عدم إتيان الصرف في ظرفه ثم شك في الوجوب بعد ذلك من باب كون الزمان ظرفا وحينئذ لا شبهة في جريان الاستصحاب الوجوديّ كما انه لا شبهة في جريان استصحاب العدم الأزلي بالنسبة إلى قبل زمان الوجود فالفرق في المقام في غير محله واما إذا كان الخطاب بنحو الطبيعة السارية ومعنى السريان هو مطلوبية الافراد في كل زمان فلا شبهة في شمول العموم لما بعد الزمان الّذي هو ظرف لأن المفروض ان نفس هذا الزمان لا شبهة فيه بل فيما بعده ولا تصل النوبة إلى الاستصحاب وما ذكرنا لم يكن مشروحا في الكلمات ولم يشرحه الأستاذ مد ظله حتى بعد المراجعة إليه نعم يمكن ان يكون المراد هو الشك في السريان وصرف الوجود فانه إذا شك في ذلك بعد الزمان المعين يكون مجرى الاستصحاب الوجوديّ والعدمي فاللازم التوجه إلى جهات البحث لئلا يختلط المرام.