نزول المطر وارتواء الأراضي والحصول على الماء الفرات وهو «الماء العذب» ، يقول عزّ من قائل : (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ وَاسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُراتاً).
ممّا لا يقبل الشك هو أنّ العلاقة بين الاثنين ـ الماء والجبال ـ لم تكن معروفة في السابق ، إلّاأنّنا نعلم في الوقت الحالي :
أولاً : أنّ الجبال هي سبب من اسباب تجمع بخار الماء ، أي تراكم السحب.
وثانياً : أنّها سبب من أسباب برودة طبقة الهواء المجاور لها.
وثالثاً : أنّها تحتفظ بالقسم الأكبر من الأمطار على شكل ثلج ، كما أنّها مصدر من مصادر الطاقة المستمرة لجريان المياه على سطح الأرض ، ومن ثم صيانة المياه من الهدر والضياع. بالإضافة إلى أنّ الامتداد الواسع للجبال ، وقشرتها المتعرجة تقلب أمواج الماء وتعرضها للهواء النقي ، فيصفو الماء ويتحول إلى «ماء فرات» وهو (الماء العذب).
وبغض النظر عن كل ذلك ، فإنّ النكتة الظريفة الاخرى التي استأثرت باهتمام بعض العلماء في صدد جبال الأرض ، هي أنّ الجبال في مقابل تغيرات الضغط الأرضي في قوّة «الدولاب الثابت» الذي يحول دون تبدل السرعة.
توضيح ذلك : أنّ المقصود من «الدولاب الثابت» هو نفس الشيء الموجود في جميع الوسائل التي لها حركة دورية مشابهة ، وذلك في صورة دولاب ثقيل يدعى بالدولاب الطيار أو الدولاب الثابت ، ينصب في محورها حتى ينظم سرعتها ، وعلى سبيل المثال لو ورد ضغط من الخارج على هذه الوسيلة ذات الحركة الدورية ثم انقطع الضغط فجأة لقفزت إلى الأمام ووجهت صدمة إلى ذلك الجهاز ، أمّا إذا نصب الدولاب الثابت عليها لاحتفظت بهذا الضغط في داخلها ، ثم تدفعه بالتدريج بدون أن تتوجه أي صدمة إلى ذلك الجهاز (تأمل جيداً).
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى بإمكان العواصف الهائجة التي تهب أحياناً في الجهة المخالفة أو الموافقة لحركة الأرض أن تؤثر على حركتها ... ، وحينما تهدأ فورة العاصفة تتحول الأرض إلى حالة من الاندفاع العشوائي الذي يوجه ضربة قاصمة إلى جميع