أمّا من هو وما هو المقصود بـ (شيلوه) ، فإنّ مؤلفي اليهود والنصارى قدموا احتمالات كثيرة كان أغلبها لا تتسق مع العبارة المذكورة بأي وجه ، ومن جملتها أن (شيلوه) تعني مكاناً للاستراحة أو مدينة في شمال «بيت ايل» أو محلاً يسمونه الآن (سيلون) ، والمسلَّم فيه أنّ التعبير بمجيئه واجتماع الامم حوله هو إشارة إلى شخص وليس إشارة إلى مكان أو محل.
و (مستر هاكس) الأميركي مؤلف كتاب (القاموس المقدس) ضمن عَدِّهِ للمعاني المختلفة لهذه المفردة ذكر معنى (مرسل) التي تنطبق على لفظة رسول أو رسول الله.
والشيء الوحيد الذي يمكن أن يقال هو أنّ بشارة التوراة هذه هي إشارة لظهور (المسيح عليهالسلام) كما قالوا ولكن حسب قول فخر الإسلام في (أنيس الأعلام) : إنّ هذا الاحتمال غير صحيح لأنّ المسيح عليهالسلام هو من أبناء (يهودا) من جهة الأم.
وبناءً على ذلك فإنّ حاكميته تعتبر امتداداً لحاكمية يهودا ، وفي هذه الحالة لم يبق من مصداق لها سوى نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله المرسل من الله الذي تزاح بظهوره حكومة (آل يهودا) خصوصاً في المدينة وخيبر والشامات والكثير من المناطق الاخرى (١).
طبعاً ذكرت بشارات متعددة اخرى أيضاً في كتب العهدين يطول شرحها وأنّ البعض منها قابل للقدح والتجريح ، والذين يرغبون بالبحث والتحقيق أكثر في هذا الموضوع يمكنهم الرجوع إلى كتب (أنيس الأعلام) و (بشارات العهدين) و (البشارات والمقارنات).
* * *
__________________
(١) أنيس الأعلام ، ج ٥ ، ص ٧٣.