آدم عليهالسلام إلى الأرض. تقول : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَاْتيَنَّكُم مِّنىِّ هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحْزَنُونَ). (البقرة / ٣٨)
ومعنى اتيان (الهدى) هنا هو نفس معنى (اتيان الرسل).
وجاء المضمون نفسه في الآية ١٢٣ من سورة طه ، وما يلفت النظر بالخصوص فيها هو أنّ المخاطب في البداية (آدم) و (حواء) وجملة (اهبطا) جاءت بصورة التثنية ـ ولكن في جملة (إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِّنِّى هُدىً) فالمخاطب جمع يشمل بني آدم بلا شك ، لأنّ الشيطان لاحَظَّ له من الهداية الإلهيّة مطلقاً ، وبناءً عليه لا يمكن أن يكون ضمن المخاطبين في هذه المجموعة ، لأنّه بعد الخطاب يقول : (وَانَّ عَلَيكَ لَعَنتِى إلَى يَومِ الدِّينِ). (ص / ٧٨)
أي الذي صدر عقب عناده الشديد حيث لم يبق أي أمل بهدايته ، ومعلوم أنّ آدم وحواء شخصان ، إذن فالمخاطب هما وبَنوهما.
* * *
وهنا نصل إلى ختام الجزء الثامن من تفسير (نفحات القرآن) ـ مجموعة بحوث النبوة الخاصة ـ والحمد لله ربّ العالمين.
إلهي! نور قلوبنا دائماً بنور القرآن وسنة النبي صلىاللهعليهوآله وأبنائه المعصومين عليهمالسلام.
إلهي! مُنَّ علينا بتوفيق إصلاح أنفسنا في ظل هذه التعليمات المنجية.
ربنا! أزح من دربنا العقبات واهدنا إلى ما يوجب رضاك.
* * *