ابتداء ، ويخلق الميت من الحي من غير أن كان فيه ؛ ويحتمل هذا كله أن كان يؤتي الملك بعد أن لم يكن ، ويعزّ بعد الذل ، وينزع الملك بعد أن كان ، ويذل بعد أن كان العز ؛ [وكذا قوله : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) : أن يدخل بعض هذا في هذا ، وهذا في هذا](١).
وقوله : (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : قيل : أن يخرج حي الأقوال من ميت الأفعال ، وميت الأفعال من حي الأقوال ، يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن (٢) ؛ على ما سمى الله ـ تعالى ـ الكافر ميتا ، والمؤمن حيّا في غير موضع من القرآن (٣).
وقيل : يخرج حي الجوهر من ميت الجوهر ، وميت الجوهر من حي الجوهر.
وقيل : يخرج الحي من المني (٤) ، ويخرج المني من الحي (٥).
وقيل : البيضة من الحي ، والحي من البيضة (٦).
وقيل : النخلة من النواة ، والنواة من النخلة ، والحبة من السنبلة ، والسنبلة من الحبة (٧).
__________________
(١) ما بين المعقوفين سقط من ب.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٣٠٦ ، ٣٠٧) (٦٨١٥ ، ٦٨١٦ ، ٦٨١٩) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن الحسن البصري ، وأخرجه الطبري (٦ / ٣٠٧) (٦٨٢٠) ، وابن أبي حاتم (٢ / ١٧٨) (٣٢١) عن سلمان. لكن عند ابن أبي حاتم عن سلمان عن عمر. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في «الأسماء والصفات» وأبي الشيخ في «العظمة» ، عن سلمان.
(٣) كقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ...) [سورة الأنعام : ١٢٢].
(٤) المنيّ ـ مشدد لا غير ـ : وسمى منيّا لأنه يمنى ، أي : يراق ، ومنه : سميت البلد ، منى ، لما يراق فيها من الدماء ، يقال : مني الرجل وأمنى : إذا خرج منه ذلك. ينظر : النظم المستعذب لابن بطال (١ / ٤١).
(٥) أخرجه الطبري (٦ / ٣٠٤) ، (٦٨٠٤) ، وابن أبي حاتم (٢ / ١٨٠) ، (٣٢٥) ، عن ابن مسعود ، وأخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ١٧٩) (٣٢٤) عن ابن عباس ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وأخرجه الطبري (٦ / ٣٠٤) (٦٨٠٥ ، ٦٨٠٦) ، وابن أبي حاتم (٢ / ١٨١) رقم (٣٢٧) ، عن مجاهد ، وعلقه البخاري (٨ / ٢٠٩) كتاب التفسير ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر ، وأخرجه الطبري (٦ / ٣٠٥) (٦٨١١) عن سعيد بن جبير ، وأخرجه برقم (٦٨١٠) عن قتادة ، وبرقم (٦٨٠٧) عن الضحاك.
(٦) أخرجه الطبري (٦ / ٣٠٦) (٦٨١٣) وابن أبي حاتم (٢ / ١٨٢) ، (٣٣٢) عن عكرمة وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.
(٧) أخرجه الطبري (٦ / ٣٠٦) (٦٨١٤) عن عكرمة وابن أبي حاتم (٢ / ١٨١) (٣٣١) عن أبي مالك وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) عن أبي مالك وزاد نسبته إلى أبي الشيخ. ـ