أو : (وَاتَّقُوا) عذاب الله.
وقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
يعنى : مع المؤمنين جملة.
ويحتمل : (وَاتَّقُوا) القتال فى الحرم قبل أن يبدءوا هم ، ف (أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) فى النصر والمعونة لهم.
وقوله : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
قيل فيه بوجوه :
قيل (١) : [أمر بالإنفاق ترتيبا](٢) على الخروج إلى الجهاد ، وإلا فكلّ منفق على نفسه بما يعلم حاجته إليه ، ولا يلقى نفسه فى الهلاك من حيث منع الإنفاق.
وقيل (٣) : فى قوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ، هو أن يذنب ذنبا ثم ييأس عن العفو عنه.
وقيل : (وَأَنْفِقُوا) أى : لا تضنوا بالإنفاق مخافة الفوت فى الوقت الثانى ؛ فإنه يخلف لكم ما أنفقتم.
وقيل : (وَأَنْفِقُوا) أى : أعينوا أصحابكم ، ولا تلقوهم إلى التهلكة بترك المعونة لهم بالإنفاق والتجهيز لهم.
وقيل : (وَأَنْفِقُوا) أى : تصدقوا ، فإن فيه حياة أبدانكم وأنفسكم.
وقوله : (وَأَحْسِنُوا).
قيل (٤) : (وَأَحْسِنُوا) إلى أصحابكم بالإعانة والتصدق.
وقيل (٥) : (وَأَحْسِنُوا) الظن بالله فى الإنفاق.
وقيل : (وَأَحْسِنُوا) الظن بربكم فى الخروج إلى الغزو.
ويحتمل : (وَأَحْسِنُوا) أى أسلموا.
__________________
(١) قاله حذيفة ، أخرجه ابن جرير عنه (٣١٥٠ ، ٣١٥١) ، وعن ابن عباس (٣١٥٢ ، ٣١٥٣ ، ٣١٥٤ ، ٣١٥٥) ، وعكرمة (٣١٥٦) ، ومجاهد (٣١٦٠) ، وقتادة (٣١٦١ ، ٣١٦٢) ، وغيرهم ، وانظر الدر المنثور (١ / ٣٧٤).
(٢) فى ط : الإنفاق ترغيبا.
(٣) قاله البراء بن عازب ، أخرجه ابن جرير عنه (٣١٧٣ ، ٣١٧٤ ، ٣١٧٥ ، ٣١٧٦ ، ٣١٧٧ ، ٣١٧٨) ، وعن عبيدة (٣١٧٩ ، ٣١٨٠ ، ٣١٨١) ، وانظر الدر المنثور (١ / ٣٧٥).
(٤) قاله ابن زيد ، أخرجه ابن جرير عنه (٣١٩٠).
(٥) قاله عكرمة ، أخرجه ابن جرير عنه (٣١٨٩) ، وانظر الدر المنثور (١ / ٣٧٥).