وقال بعضهم (١) : المجتمع ، أي : بئس الاجتماع.
وقال بعضهم (٢) : مجلسا.
وقال بعضهم : بئس المنزل النار قرناؤهم فيها الكفار والشياطين.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً).
قال بعضهم : هو على التقديم والتأخير كأنه قال : إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم ، ثم قال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً. أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ...) إلى آخر ما ذكر.
وقال بعضهم : ليس على التقديم والتأخير ، ولكن على ما ذكر أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم ، ثم بين ما لهم فقال : (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ...) إلى آخر ما ذكر.
قال أبو عوسجة : السرادق : البناء الذي يبنى من الكرابيس يشبه الدار والحجرة ، (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) ، أي : متكأ ومنزلا.
وقال القتبي (٣) : السرادق : الحجرة التي تكون حول الفسطاط ، قال : وهو الدخان يحيط بالكفار يوم القيامة ، وهو الظل ذو الثلاث الشعب ، و (كَالْمُهْلِ) دردي الزيت ، ويقال : ما أذيب من النحاس والرصاص ، و (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) ، أي : مجلسا وأصل الارتفاق : الاتكاء على المرفق.
وقوله : (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ).
يذكر ثواب المؤمنين الذين تركوا شهواتهم في الدنيا لها.
(وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ).
قالوا (٤) : الإستبرق : الديباج الغليظ ، والسندس : وهو الرقيق والغليظ منه لا يلبس ، لكنه كأنه جمع بين ما يلبس وبين ما يبسط ، فذكر اللبس لما يلبس ، كما يقال : أطعمت فلانا طعاما وشرابا والشراب لا يطعم.
__________________
(١) قاله مجاهد أخرجه ابن جرير (٢٣٠٥١ ـ ٢٣٠٥٣) وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٤٠٠).
(٢) قاله القتبي ، كما في تفسير البغوي (٣ / ١٦٠).
(٣) انظر : مجاز القرآن لأبي عبيدة (١ / ٣٩٨) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص (٢٦٧).
(٤) قاله ابن جرير (٣ / ٢٢١) ، والبغوي (٣ / ١٦١).