خاصة به (الرَّحِيمِ) : من يرحم غيره بالفعل (وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) وهما في الأصل صفتان مأخوذتان من الرحمة ، وهي رقة في القلب تقتضي الإحسان والتفضل بالنعم ، والمراد هنا : الإحسان والتفضل بالنعم. (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الحمد : الثناء بالجميل على الجميل الاختياري. (رَبِ) الرب : المالك والسيد ، وفيه معنى الربوبية والتربية والعناية (الْعالَمِينَ) : جمع عالم ، وهو ما سوى الله ، وهو أنواع كعالم الإنسان والحيوان والنباتات ... إلخ. (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) : المراد أن الأمر في قبضة قدرته يوم القيامة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) العبادة : الطاعة مع غاية الخضوع الناشئ من استشعار القلب عظمة المعبود ، والمعنى : لا نعبد غيرك. (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الاستعانة : طلب المعونة منه ، أى : نخصك بطلب المعونة. (اهْدِنَا) : عرفنا ووفقنا (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) : الطريق المعتدل ، والمراد طريق الإسلام. (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) : المبعدون عن رحمة الله المعاقبون أشد العقاب لأنهم عرفوا الحق وتركوه ، وقيل : هم اليهود (الضَّالِّينَ) : الذين ضلوا الطريق ، وقيل : هم النصارى. (آمِّينَ) : تقبل منا واستجب دعاءنا ، وليست من القرآن ولكن يسن ختم الفاتحة بها.
المعنى :
ابتدأ الله ـ سبحانه ـ بالبسملة ليرشدنا إلى أن نبدأ كل أمورنا بها متبركين مستعينين باسمه الكريم ، ولا حول ولا قوة إلا به ، ثم قال : الثناء بالجميل لله ـ سبحانه ـ الواجب الوجود المنزه عن كل نقص ، فالحمد ثابت لله. فاحمدوه دون سواه ، لأنه مالك الملك ورب العالمين ؛ قد تولاهم بعنايته ورعايته ، وتفضل على كل موجود بنعمه التي لا تحصى ، لا لنفع يعود عليه بل لأنه الرحمن الرحيم ، مالك الأمر يوم الجزاء والحساب والقضاء. ومن كانت هذه صفاته ـ جل شأنه ـ وجب أن تكون العبادة له دون سواه ، ومن تمام عبادته والخضوع له ألا نطلب المعونة من غيره ، بل علينا أن نطرق الأسباب الظاهرة بكل ما أوتينا من حيلة وعلم وتجربة ، ثم بعد هذا لا نستعين إلا به ولا نتوكل إلا عليه ، وفي الحديث : «اللهمّ أعنّى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» تقولها دبر كل صلاة.