بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢)
المفردات :
(لا رَيْبَ فِيهِ) : لا شك في أنه من عند الله. (هُدىً) : هداية وإرشاد. (لِلْمُتَّقِينَ) الذين أخذوا لأنفسهم وقاية من النار.
المعنى :
استفتاح عجيب لأول سورة من القرآن الكريم ، وابتداء حيز الأفهام وزلزل العقول على بساطة تركيبه من حروف هجائية.
فقال جماعه بعد البحث وطول الفكر : هذا مما استأثر الله بعلمه فهو من المتشابه الذي نؤمن به على أنه من عند الله ـ والله أعلم ـ واعلم أنه أمر مفهوم عند النبي صلىاللهعليهوسلم لأنه خوطب به ، وهو أشبه ما يكون (بالشفرة) بين الله ورسوله ؛ وقال آخرون : لا بد أن يكون لذكره معنى ، والظاهر أنه إيماء إلى إقامة الحجة على العرب بعد أن تحداهم القرآن على أن يأتوا بمثله.
فكأنه يقول لهم : كيف تعجزون عن الإتيان بمثله؟! مع أنه كلام عربي من حروف هجائية ينطق بها كل أمى ومتعلم ومع هذا فقد عجزتم.
وذلك الذي نزل على محمد هو الكتاب الكامل في كل ما يتعلق به من معنى شريف وقصد نبيل وقصص فيه عبرة وعظة وتشريع صالح لكل زمان ومكان.