المفردات :
(أَأَنْذَرْتَهُمْ) الإنذار : الإعلام مع التخويف. (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) : طبع عليها بالخاتم ، وإنما يفعل هذا على الأبواب لمنع الدخول إليها ، والمراد أغلقت قلوبهم فلا يدخلها إيمان ولا تصح. (غِشاوَةٌ) الغشاوة : الغطاء ، والمقصود التعامي عن النظر إلى آيات الله.
المناسبة : ابتدأ الله هذه السورة بالكلام عن القرآن الكريم وموقف الناس منه ، وذكر أنهم أنواع : فمنهم من آمن به وعمل صالحا وأولئك هم المفلحون ، ومنهم من كفر واستكبر عن الحق قولا وعملا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
المعنى :
إن الذين كفروا بالله عنادا وجاهروا بتكذيب القرآن فهؤلاء يستوي عندهم الإنذار وعدمه إذ لا ينتفعون به ولا يتجهون إليه فلا نتأثر بهم ولا نأسى عليهم. فقلوبهم مغلقة لا يصل إليها النور الإلهى الممثل في الآيات ، وأسماعهم لا يعرفها صوت الحق لأنها تنبو عنه ، وأبصارهم لا تراه لأن عليها حجابا كثيفا هو حجاب التعامي عن آيات الله ، أولئك لهم عذاب من نوع خاص ليس مألوفا : عذاب عظيم.
ولقد بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ بهذه الآيات أنه إذا وجد في الناس من لا يؤمن بالقرآن فليس لتقصير في هدايته ولا لعيب فيه ، وإنما العيب فيهم لا في الكتاب ، والختم على قلوبهم وعلى سمعهم بسبب كفرهم (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٥٥ من سورة النساء). ولقد صدق الله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١٠٥ من سورة يوسف).