المفردات :
(أَلَمْ تَرَ) : تركيب فيه استفهام ونفى ، والمعنى : يجب أن ينتهى علمك إلى الذي حاج فإن أمره من الظهور بحيث لا يخفى على أحد من المخاطبين. (فَبُهِتَ) : تحير ودهش.
المعنى :
الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، وهاك بعض القصص التي تثبت ذلك بوضوح.
ألم ينته علمك أيها المخاطب إلى الذي أعطاه الله الملك فلم يحسن الشكر بل أبطرته النعمة وجعلته يطغى (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) (١) فما كان سببا في الطاعة جعل سببا في المعصية ، هذا نمرود اتخذ الطاغوت وليّا وحاج إبراهيم ـ عليهالسلام ـ في ربه حيث قال له : من ربك الذي تدعو إليه؟ قال إبراهيم : ربي الذي يفيض على الخلق نعمة الحياة والموت فهو الذي يحيى ويميت ، أى : ينشئ الحياة والموت ، فما كان منه إلا أن قال : أنا أحيى بعض الخلق بالعفو عنهم وأميت البعض الآخر بالقتل ؛ وأحضر رجلين عفا عن أحدهما وقتل الآخر ، وهذا كلام لا يعبأ به ولا يلتفت إليه ، إذ المراد إنشاء الحياة وتكوينها لا التسبب فيها ، لذا مثل له بمثال أوضح وأظهر فقال : ربي أبدع الكون ونظمه وجعل الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب فأت بها أنت أيها المغرور المدعى من المغرب إن كنت قادرا على ذلك؟ فغلبه إبراهيم وأسكته حتى بهت والله لا يهدى الظالمين لأنفسهم إلى طريق الخير أبدا ؛ لأنهم لم يتخذوا الله وليّا ، وهذه من الآيات على وجود الله.
__________________
(١) سورة الواقعة آية ٨٢.