المفردات :
(قنطار) القنطار : العقدة الكبيرة من المال ، أى : المقدار الكبير منه ، وقيل : هو اسم للمعيار الذي يوزن به كالرطل والأوقية. (الْأُمِّيِّينَ) : العرب. (سَبِيلٌ) : ذنب وتبعة. (بِعَهْدِهِ) العهد : ما تلتزم الوفاء به لغيرك. (وَأَيْمانِهِمْ) : جمع يمين ، وهو في الأصل يطلق على اليد المقابلة للشمال ، ثم أطلق على الحلف بالله لأن المتعاهد يضع يمينه على يمين صاحبه ويحلف على العهد.
المعنى :
تقدمت صفة ثابتة لبعض أهل الكتاب خصوصا اليهود وهي حبهم العميق لفتنة المسلمين وإضلالهم.
ومنهم من يتصف بالخيانة وعدم الوفاء واستحلال أكل أموال غير اليهود.
ولقد أنصفهم القرآن حيث قال : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) بقطع النظر عن دينك ، كالسموءل بن عاديا اليهودي.
وكل جماعة فيهم الصالح والطالح ، وإن تكن الجماعة اليهودية أغلبها طالح فاسد.
وانظر إلى تعبير القرآن الكريم يقول : ومن أهل الكتاب بدل ومنهم للإشارة إلى أن هذه الصفات يعتمدون فيها على الكتب المنزلة عليهم فهم يستحلون أكل مال غير اليهود باسم التوراة التي حرفوها ، فهم قد زعموا أن التوراة لم تنههم إلا عن خيانة إخوانهم الإسرائيليين وأما الأميون فليس عليهم ذنب في أكل أموالهم إذ هم شعب الله المختار ومن سواهم لا حرمة له عند الله ، فهو مبغوض ولا حق له ولا حرمة وعند ذلك يحل أكل ماله ومثل الأميين غيرهم مما عدا اليهود.
وهم يقولون على الله الكذب ويفترونه إذ كل الشعوب والأمم سواء لا فضل لعربي على عجميّ إلا بالتقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) [سورة الحجرات آية ١٣].
والذي سول لهم هذا الزعم وأباح لهم هذا الكذب شياطينهم وأحبارهم فهم الذين حرفوا التوراة وبدلوها.