(مُسافِحاتٍ) : زانيات. (أَخْدانٍ) جمع خدن : وهو الصاحب أو الرفيق الذي يزنى سرّا. (بِفاحِشَةٍ) : بفعلة قبيحة وهي الزنا. (الْعَنَتَ) أصله : كسر العظم بعد الجبر ، ثم استعير لكل مشقة وضرر.
المعنى :
ومن لم يستطع منكم من جهة الطول والقدرة في المال ، أو الحال لسبب من الأسباب. أن ينكح الحرائر اللاتي أحصنتهن الحرية ، ومنعتهن عن الوقوع في المفاسد خاصة المؤمنات ، فلينكح ما ملكته يمينه من المسبيات في الحرب الدينية من فتياتكم ، والمؤمنات منهن أفضل ، وانظر إلى قوله تعالى : (مِنْ فَتَياتِكُمُ) بدل إمائكم ، للإشارة إلى أنهن أخواتكن فليعاملن معاملة كريمة عزيزة.
ثم رغب القرآن في نكاحهن بقوله : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) فأنتم أيها المؤمنون أولى ببعض فلا ينبغي أن يعد نكاح الإماء عيبا ، إذ المهم هو الإيمان والله أعلم به ، فرب أمة خير من ألف حرة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (١).
فانكحوهن أيها الراغبون بإذن أهلهم ، وهم الموالي المالكون ، وقيل : من له ولاية عليهن كالأب والجد أو القاضي والموصى. أدوا إليهن مهورهن كاملة بالمعروف شرعا وعادة بلا نقص أو تهاون ، حالة كونهن متزوجات منكم ، محصنات بكم ، لا مسافحات ولا زانيات ، بمعنى ادفعوا المهر بقصد الزواج والإحصان لا بقصد الزنا والسفاح ، بشرط ألا يكن متخذات أخدان وأصحاب يزنين بهن سرّا.
والفاحشة كانت في الجاهلية على نوعين : سرّا وكان يأنف منها الأشراف ، وجهرا وكان يقوم بها الإماء فقط ، وينصبون علامة حمراء لهن في الجبل بل كان بعضهم يشترى الإماء لهذا ، ولذا نرى الله يقول : (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) (٢) وقيد هنا بقوله : (غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) في جانب الإماء ؛ لأنهن أقرب إلى الوقوع في الفاحشة من الحرائر ، وعند الكلام على الحرائر قال : (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) لأن الرجال أكثر منهن انقيادا لدواعى الفاحشة وهم الذين يطلبونها من النساء غالبا.
__________________
(١) سورة الحجرات آية ١٣.
(٢) سورة الأنعام آية ١٥١.