المناسبة :
بعد ما ذكّر اليهود بالنعم عليهم جملة في قوله : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) أخذ يقصها عليهم مفصلة وعددها عشر.
المعنى :
اذكروا أيها اليهود المعاصرون النعم التي أنعم الله بها على آبائكم ، وهي نعم عليكم أيضا بالتبع ، اذكروها حتى تقوموا بشكرها وتلجأوا لبارئها.
١ ـ فقد نجى الله آباءكم من فرعون وآله فإنه كان يذيقكم العذاب الشديد ، يذبح أبناءكم الذكور ويترك بناتكم يحيون ، فقد ورد أن فرعون رأى نارا أطلقت من بيت المقدس وأحاطت بمصر ، وانزعج من هذه الرؤيا ، وفسرت له بأنه سيخرج ولد من بنى إسرائيل يذهب ملكك على يديه ؛ فأخذ يقتل الذكور ويترك النساء ، ومع هذا فقد نجى الله بنى إسرائيل من هذا العذاب المبين ، وفي النجاة من الهلاك أو الهلاك اختبار من الله حتى يظهر شكر الناجي وصبر الهالك.
٢ ـ واذكروا إذ جعلنا لكم في البحر طريقا يبسا سلكتموه حتى عبرتم سالمين وقد ترك فرعون وجنوده يغرقون وأنتم تنظرون إليهم.
وروى أنهم كانوا بلا كتاب يحتكمون إليه ، وقد وعد الله موسى أن ينزل عليه التوراة بعد أربعين يوما (ذو القعدة وعشر من ذي الحجة).
وأمر موسى أن يذهب إلى جبل النور فيصوم الأربعين يوما ، فذهب واستخلف هارون عليهم وأنزلت التوراة في الألواح ، ولكن في هذه المدة اتخذتم العجل الذي صنعه لكم السامري (رجل كان منافقا فيهم) اتخذتموه إلها فعبدتموه ، وظلمتم أنفسكم بهذا العمل الذي لا يليق.
٣ ـ ثم عفا الله عنكم وقبل توبتكم كي تشكروا الله أيها اليهود المعاصرون ، وشكره باتباع رسله والإيمان بكتبه ما دامت الحجة قائمة على صدقهم وخاصة محمد صلىاللهعليهوسلم.
٤ ـ واذكروا وقت أن آتينا موسى الكتاب والتوراة الفارقة بين الحق والباطل والحلال والحرام رجاء أن تهتدوا بها وتسيروا عليها.