المفردات :
(أَوْفُوا) الوفاء : الإتيان بالشيء وافيا كاملا لا نقص فيه. (بِالْعُقُودِ) : بالعهود المؤكدة الموثقة ، وهي تشمل عقود الشرع فيما أحل وحرم وفرض ، وعقود الناس بعضهم مع بعض في البيع والشراء والمناكحة وغير ذلك. (بَهِيمَةُ) : وهي ما لا عقل لها ، سميت بذلك لإبهام أمرها من جهة نقص نطقها وفهمها وعدم تمييزها وعقلها ، وخصها العرف بذوات الأربع من حيوان البر والبحر. (الْأَنْعامِ) : هي الإبل ، والبقر ، الشامل للعراب الجواميس ، والضأن الشامل للخراف والمعز ، وألحق بها الظباء وبقر الوحش وحمره. (شَعائِرَ) : جمع شعيرة ، مأخوذ من الشعور والإعلام ، والمراد معالم دينه ، وخصت بمناسك الحج. (الْهَدْيَ) : ما يهدى إلى الحرم ويذبح فيه للفقراء. (الْقَلائِدَ) : جمع قلادة ، وهو ما يعلق في العنق. (آمِّينَ) : قاصدين. (لا يَجْرِمَنَّكُمْ) : لا يحملنكم ولا يكسبنكم. (شَنَآنُ) : بغضهم بغضا شديدا. (الْبِرِّ) : ما اطمأن إليه القلب. (الْإِثْمِ) : كل ذنب ومعصية ، وهو ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الغير.
المعنى :
هذا بيان للناس من الله ورسوله ، فيا من اتصفتم بالإيمان وتطهرت قلوبكم من دنس الشيطان أوفوا بالعقود التي عقدتموها بينكم وبين الله أو بينكم وبين أنفسكم ، أو بينكم وبين الناس. ومن كل ما أمر به الشرع ونهى ، أو تعاقدتم عليها كالبيع والشراء والنكاح ... إلخ ، فالنبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «المسلمون عند شروطهم» وقال : «كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل» وقال : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» فإذا يجب الوفاء بالعقود والعهود ، بشرط أن توافق الشرع الشريف.
ولقد أخذ القرآن الكريم يفصل تلك العهود المأخوذة علينا من قبله ، مع أن فيها بيانا لنعمه التي تحملنا على الوفاء بالعهود.
أحلت لكم بهيمة الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم من المحرمات العشر الآتية ، والأنعام