اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٧٨)
المفردات :
(يَتَفَجَّرُ) : يخرج بكثرة. (يَشَّقَّقُ) : ينفتح شقوقا بالطول أو العرض. (خَشْيَةِ اللهِ) : انقيادا لله وحده. (يُحَرِّفُونَهُ) : يغيرونه. (عَقَلُوهُ) : فهموه وعرفوه. (لِيُحَاجُّوكُمْ) : ليجادلوكم ويخاصموكم. (أُمِّيُّونَ) : عوام (أَمانِيَ) : أكاذيب لا تستند إلى دليل عقلي أو نقلي.
المعنى :
من بعد ذكر ما يلين القلوب الجامدة من المواعظ والآيات والحجج البينات قست قلوبكم قسوة قاسية ، فهي كالحجارة أو أشد قسوة منها ، إذ قلوبكم لم تتأثر بالآيات ، فكأنها خرجت عن دائرة الحيوان إلى دائرة الجماد ، بل نزلت عن درجة الجماد أيضا ، فها هي ذي الحجارة تتأثر بالماء تارة فيتفجر منها بكثرة فيتكون النهر ، وتارة تتشقق شقوقا يخرج منها الماء ولو بسيطا ، والحجارة قد تأثرت بالمؤثرات الخارجية فتسقط منقادة لله وحده ، وقلوبكم لم تتأثر بالمؤثرات والمواعظ فكانت أقسى من الحجارة ، بل أشد قسوة منها ، وما الله بغافل أبدا سيجازيكم عليه أوفى جزاء ، وانظر إلى قوله تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ) فإن لفظ ثم في الأساليب العربية يفيد الترتيب ولكن مع التراخي والتباعد بين ما قبلها وما بعدها فكأن قسوة قلوب هؤلاء مرتبة أوغلت في البعد عن الوضع السليم.
هذا خطاب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه وسط الخطاب الموجه إلى اليهود إذ الكلام كله في بيان سوءاتهم.