وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٩)
المفردات :
(يَمْلِكُ) : يدفع ويمنع ، وأصل الملك : الضبط والحفظ التام. (يُهْلِكَ) : يميت ويعدم. (فَتْرَةٍ) : سكون وهدوء من الرسل ، والمراد انقطاع الوحى ، وعدم ظهور الرسل مدة من الزمن.
المعنى :
المسيحيون في هذا العصر طوائف أشهرها ثلاث : البروتستانت ، والكاثوليك ، والأرثوذكس. يقولون بألوهية المسيح وأن الله (هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وقد كان المسيحيون القدامى لا يصرحون بهذا الرأى وإن كان لازما لأقوالهم بالحلول والاتحاد ، على أن فرقة منهم هي اليعقوبية كانت تقول : إن المسيح هو الله.
والمسيحيون المعاصرون خصوصا الكاثوليك والأرثوذكس لا يعدون الموحد مسيحيا ، وأساس هذه العقيدة عبارة وردت في إنجيل يوحنا (في البدء كانت الكلمة والكلمة كان عند الله : والله هو الكلمة) وقد أطلقوا لفظ الكلمة على المسيح ، فصار معنى الفقرة : الله هو المسيح ، كما وصفهم القرآن الكريم.
على أن الثابت أن يوحنا كتب إنجيله في آخر حياته وكتبه بإلحاح عليه. فإذا المسيح برىء منها ولم يدع إليها أبدا بل سيأتى أنه دعا إلى التوحيد وإلى تمجيد الله فقط كما نقل عنه في الإنجيل.