المفردات :
(وَاتْلُ) : التلاوة القراءة. (نَبَأَ) : هو الخبر المهم. (قُرْباناً) : ما يتقرب به إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الذبائح وغيرها. (بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ) : مددتها لتعتدى علىّ. (تَبُوءَ) : ترجع بعقاب يعادل الإثم ويساويه. (يا وَيْلَتى) : يا فضيحتي احضرى ، والويل : الشر ، والويلة : الفضيحة والبلية.
يسوق الله هذه القصة ليبين طبائع النفوس الموروثة وما يفعله الحسد الكامن والداء الباطن ، الذي يقضى على أقوى سبب وأمتن رابطة وهي الأخوة ، وكيف كان السبب في أول قتيل في الأرض؟؟
فإذا لا تيأس يا محمد ، ولا تعجب من فعل اليهود (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) [سورة المائدة آية ١١] فهم قوم يحسدون الناس على ما آتاهم ربهم من فضله ، على أن هذا طبع متأصل في أبناء آدم.
واتل يا محمد على قومك وعلى كل من تبلغه دعوتك ، اتل عليهم نبأ هاما وخبرا متلبسا بالحق والصدق ، لا مبالغة فيه ولا كذب كما يفعل اليهود في أخبارهم وكتبهم من التحريف والتبديل.
اتل خبر ابني آدم لصلبه ـ على الأصح ـ قيل : هما قابيل القاتل ، وهابيل القتيل ، وكانت عادتهم أن يتزوج ذكر البطن الأولى أنثى البطن الثانية ، وبالعكس ، فصادف أن قابيل معه توأم جميلة ، ومع هابيل توأم دميمة رغب عنها قابيل ، وطلب توأمه وحسد هابيل عليها ، فلما احتكما إلى أبيهما آدم قال : كل منكم يقرب قربانا ، والذي يقبله الله منه بالحريق يأخذ الجميلة ، فقدم قابيل وكان زارعا قليلا من سنبل القمح ، وقدم هابيل وكان راعيا للغنم كبشا سمينا ، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل ، فحنق عليه أكثر ، وقال : لأقتلنك ، قال هابيل : ولم يا أخى؟ وما ذنبي في أن الله لم يتقبل منك؟ فأصلح نفسك ، وقدم مخلصا لوجه الله ، فإنما يتقبل الله من المتقين. يا أخى : لئن مددت إلىّ يدك بالسوء ، أن تقتلني ظلما وعدوانا ، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك أبدا.