فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٨٦)
المفردات :
(مِيثاقَ) الميثاق : العهد المؤكد الذي أخذ عليهم في التوراة. (إِحْساناً) : تحسنون إلى الوالدين إحسانا. (ذِي الْقُرْبى) : صاحب القربى من جهة الرحم أو العصب. (تَوَلَّيْتُمْ) : أعرضتم. (تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) : تقتلون الأنفس بغير حق. (تَظاهَرُونَ) : تتعاونون. (بِالْإِثْمِ) : الذنب. (الْعُدْوانِ) : الاعتداء. (أُسارى) : أسرى (خِزْيٌ) : ذل وهوان. (اشْتَرَوُا) : استبدلوا.
المعنى :
يبين الله ـ سبحانه ـ مدى مخالفة اليهود للتوراة وأنهم كاذبون كذبا صريحا في ادعائهم أنهم مؤمنون بها ، إذ قد أخذ الله عليهم فيها العهود المؤكدة أنهم لا يعبدون إلا الله ـ سبحانه ـ وأنهم يحسنون إلى الوالدين إحسانا كاملا ، وأمروا بالعطف على الأقارب واليتامى والمساكين كل بما يناسبه ويقدر عليه من غير تعب ولا مشقة ، وأمروا بالقول الحسن الذي لا إثم فيه ولا شر ، وأن يؤدوا صلاتهم مقومة تامة وزكاتهم كاملة ، ولكنهم أعرضوا عن هذا كله مع أن هذه الأوامر تكفل سعادة المجتمع وحياته حياة هادئة هنيئة ، ولكنهم اليهود جبلوا على لؤم الطبع وحب المادة ، فلن نرى منهم إحسانا ولا عطفا ولا خيرا ، اللهم إلا نفر قليل منهم كعبد الله بن سلام وأضرابه ، وإذا كان هذا شأنهم مع كتابهم فلا تأس عليهم يا محمد ولا تحزن.
ميثاق آخر لهم بشأن حقوق الغير خاصة الأقارب والمواطنين ، ومن هذا حالهم فهل يكون لهم إلا الخزي والعار؟ ولا أمل فيهم أصل!!