لحكمه ، إذا أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ، فهل يمنعه مانع!
والمسيح نفسه يقول : يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم ، ثم يحذرهم الشرك وعاقبته ، ويبين القرآن أن التثليث خطأ ، وما من إله إلا إله واحد ، لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يشركون (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) [المائدة ١١٧].
على أن المسيح وأمه بشر كبقية البشر إلا أن عيسى رسول من الله وأمه صديقة طاهرة كانا يأكلان الطعام ويذهبان إلى الخلاء ، ولهما كل عوارض البشر وصفاتهم ، وهما لا يملكان لأنفسهما نفعا ولا ضرا فكيف يعبدان!!
هذه هي خلاصة لما في هذه الآيات القرآنية بالنسبة لعيسى ابن مريم. ولقد قرأنا الكثير من الأناجيل فوجدنا فيها آيات متشابهة جعلت النصارى يقولون بالتثليث تارة ، وبأن الله هو المسيح مرة أخرى ، أما الآيات المحكمة في الإنجيل فلإثبات الوحدانية لله تعالى ، ولبيان حقيقة المسيح وهي كما في القرآن مع فارق بسيط جدا (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) وكان للوثنية عند اليونان والرومان والمصريين أثر كبير في انحراف النصارى عن تعاليم المسيح المحكمة ، ففي إنجيل مرقص الإصحاح السابع الآية ٧ ، ٨ (وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس. لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس).
المتشابه في الإنجيل :
في إنجيل يوحنا الإصحاح الأول العدد ١ (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والكلمة الله) وعندهم أن الكلمة هي المسيح ، ينتج أن الله هو المسيح كما وصفهم القرآن وكما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا الرسول بالإصحاح الخامس والعدد ٧ ، ٨ (فإن الذين يشهدون في السماء هم الأب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم الواحد) هذا صريح في عقيدة التثليث.