ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩) تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١)
المفردات :
(لا تَغْلُوا) الغلو : الإفراط وتجاوز الحد. (أَهْواءَ) : آراء قوم دعت إليها الشهوة دون الحجة والبرهان. (لُعِنَ) اللعن : الطرد من الرحمة.
المعنى :
يا أيها الرسول قل لهؤلاء النصارى : أتعبدون عيسى متجاوزين الله ، وعيسى وكذا كل معبود من دون الله لا يملك ضرا ولا نفعا لأعدائه وأوليائه على السواء ، فهذا عيسى مع أعدائه اليهود هل أمكنه أن يصيبهم بضر ، لا. بل حاولوا قتله وصلبه ، والصلب أحقر أنواع القتل وأشده وملعون صاحبه ، هل فعل شيئا ، وهل دفع عن نفسه ضرا؟ هل أوقع عذابا على أعدائه؟ كل الذي فعله التجأ إلى الله وفوض أمره إليه.
وهذا عيسى كذلك مع أنصاره وأتباعه وقد كانوا مطرودين معذبين ، هل أوصل نفعا لهم؟
والله هو السميع لكل صوت بل لكل همس في القلوب ، العليم بكل شيء فهو الذي يستحق العبادة وحده دون سواه.
قل لهم يا محمد : لا تغلوا يا أهل الكتاب ولا تتجاوزوا الحدود في عيسى بين إفراط