وهم أجهل الناس بقدر الله ، ومن هنا نعلم أن الطاعة إن جرّت إلى معصية تترك. مثل ذلك التزيين زينا لكل أمة من الكفار سوء أعمالهم ، وهكذا سنة الله في خلقه ، يستحسنون ما جرت عليه نفوسهم ، وما تعودته عن تقليد أو جهل ، أو عن معرفة وعناد والله يتركهم وشأنهم ، وهو القادر على كل شيء ، فالتزين أثر لأعمالهم بدون جبر أو إكراه ، وإلا كان الثواب والعقاب وإرسال الرسل عملا لا يصح أن يكون.
وأقسموا ليؤمننّ إذا جاءتهم الآيات التي طلبوها ... كذبوا ، قل لهم : الآيات عند الله ، وهم لا يؤمنون أبدا.
الجزء الثامن
الرد على طلب المشركين الشهادة
على الرسالة
وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (١١١) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣)