لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ (١٢٠) وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)
المفردات :
(يَخْرُصُونَ) : يحدسون ويقدّرون ، والخرص : الحدس والتخمين ، والخارص يقطع بما لا يجوز القطع به إذ لا يقين معه. (فَصَّلَ) : بيّن وأزال عنكم اللبس في المحرمات. (الْإِثْمِ) : القبيح ، وفي لسان الشرع : ما حرمه الله. (لَفِسْقٌ) : معصية وخروج عن دائرة الدين.
المعنى :
لا ينبغي الالتفات إلى ما يقوله الضالون والمشركون ، فإنهم يسلكون سبل الضلال والإضلال ويتبعون الظنون الفاسدة ، وإن تطع أكثر من في الأرض من الكفار والمشركين ، إن تطعهم في أمور الدين ، وتخالف ما أنزل الله عليك ، يضلوك عن سبيل الله ، سبيل الحق والعدل والصراط المستقيم ، إذ هم لا يتبعون فيما يصدر عنهم إلا الهوى والظن ، ويتجافون عن الحجج العقلية والبراهين الإلهية ، إن يتبعون إلا الظن ، وإن هم إلا يحدسون كالخارص في ثمر النخل ، فاعتقادهم مبنى على الحدس والتخمين ، لا على الحجة واليقين ، وصدق الله : فكل النظريات المخالفة ليس مع أصحابها حجة ولا يقين وإنما كله ظن وتخمين.