للحقوق وضياع للأموال ، واعتداء على الغير بوجه غير مشروع : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ). لا نكلف نفسا إلا وسعها وجهدها وطاقتها ، فهذه الوصايا كلها في مقدور المؤمن العادي ، وأما خصوص الكيل والميزان ، فالمأمور به ما يدخل تحت وسعه وإمكانه ، وما عداه فمعفو عنه.
٩ ـ وإذا قلتم فاعدلوا ، ولو كان ذا قربى ، أى : فاعدلوا في القول ولا تتجاوزوا فيه الحد المقبول شرعا ، ولو كان الذي تقولون فيه من ذوى القربى. إذ بالعدل تبنى أسس الدولة ، وتصلح شئون الأمم والأفراد. فهو ركن العمران ، وأساس النجاح : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [سورة المائدة آية ٨].
١٠ ـ وبعهد الله أوفوا : أى وأوفوا بعهد الله إذا تعاهدتم ، سواء أكان عهدا بين الله والناس على ألسنة الرسل في الكتب المنزلة ، أو بين الناس وبعضهم : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا). (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) ذلكم وصاكم الله بهذا لعلكم تذكرون وتتعظون ، أى : رجاء أن يذكره بعضكم لبعض في التعليم والتواصي الذي أمر الله به.
وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، نعم هذا هو القرآن الذي أدعوكم إليه. صراط الله المستقيم ، الذي لا عوج فيه ، بل فيه سعادة الدنيا والآخرة وهو حبل الله المتين ، من تمسك به نجا ، ومن اعتصم به هدى ، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ولا تتبعوا السبل فتضلوا عن طريق الحق والخير : «ولقد خط رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطا بيده ثم قال : هذا سبيل الله مستقيما ، ثم خط خطوطا أخرى عن يمين ذلك الخط وعن شماله ، ثم قال : وهذه السبل ، ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ).
نعم الحق واحد ، والنور واحد ، والإله واحد ، والباطل متعدد الألوان والأشكال ، والظلمات كثيرة الأنواع : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ). (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ولا تتبعوا